خامسًا: كانت طريقة تحمل سفيان الثوري وشعبة للحديث عرضًا على أبي إسحاق في حين أنَّ الباقين تحملوه سماعًا من لفظ أبي إسحاق، ولاشكّ في ترجيح ما تُحمل سماعًا على ما تحمل عرضًا عند جمهور المحدثين. انظر: فتح الباقي ١/ ٣٥٩ بتحقيقنا. سادسًا: إن من الذين رووه متصلًا: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو أثبت الناس وأتقنهم لحديث جدّه، ولم يختلف عليه فيه، أما سفيان وشعبة وإن كان إليهما المنتهى في الحفظ والإتقان، فطريقة تحملهما للحديث قد عرفتها، أضف إليها أنّه قد اختلف عليهما فيه. قال عبد الرحمان بن مهدي: "إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كَمَا يحفظ سورة الحمد"، رواه عنه الدارقطني في سننه ٣/ ٢٢٠، والحاكم في المستدرك ٢/ ١٧٠. وقال صالح جزرة: "إسرائيل أتقن في أبي إسحاق خاصّة"، سنن الدارقطنى ٣/ ٢٢٠. وقال عبد الرحمان بن مهدي: "ما فاتنى من حديث الثوري عن أبي إسحاق الذي فاتني، إِلَّا لما اتكل به على إسرائيل لأنَّه كان يأتي به أتم". جامع الترمذي عقب (١١٠٢)، وسنن الدارقطنى ٣/ ٢٢٠. وقال محمد بن مخلد: قيل لعبد الرحمان - يعني ابن مهدي -: إنَّ شعبة وسفيان يوقفانه على أبي بردة، فقال: إسرائيل عن أبي إسحاق أحب إليَّ من سفيان وشعبة"، سنن الدارقطنى ٣/ ٢٢٠. وقال =