للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنصار سلْ عن حاجتك، وإن شئت أنبأتك بالذي جئت تسألني عنه؟ " قال: فذاك أعجب إليَّ رسول الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإنك جئت تسألني عن خروجك من بيتك تريد البيت الحرام ماذا لك فيه؟ وعن وقوفك بعرفات، تقول: ماذا لى فيه؟ وعن طوافك بالبيت، وتقول: ماذا لى فيه؟ وعن رميك الجمرة، وتقول: ماذا لى فيه؟ وعن حلقك رأسك، وتقول: ماذا لى فيه؟ فقال: والذي بعثك بالحق إنَّ هذا للذي جئت أسألك عنه. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أما خروجك من بيلن تؤمُّ البيت الحرام فإن لك بكل موطئة (١) تطأها راحلتك أن يكتب لك بها حسنة وتمحى عنك سيئة، فإذا وقفت بعرفات فإن الله تبارك وتعالى - ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول لملائكته: هؤلاء عبادي جاؤنى شعثًا (٢) غبرًا من كل فج (٣) عميق يرجون رحمتي، ويخافون عذابى، وهم لا يرونى، فكيف لو رأونى؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج ذنوبًا، أو قطر السماء، أو عدد أيام الدنيا، غسلها الله عنك، وأما رمى الجمار فإن ذلك مدخور لك عند ربك فإذا حلقت رأسك كان لك بكل شعرة تسقط من رأسك أن يكتب لك حسنة ويمحى منك سيئة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك وليس عليك منها شيء"] (٤).


(١) وطئ: وضع قدمه على الأرض أو على الشيء وداس عليه، ونزل بالمكان.
(٢) الشُعْث: جمع أسعث وهو من تغير شعره وتلبد من قلة تعهده بالدهن.
(٣) الفج: الطريق الواسع البعيد.
(٤) ما بين المعكوفتين نص الحديث يرواية عبد الله بن عمر وجاء بعده برواية أبيّ بن كعب ولكن نصا الحديث لم يرد بل ذكر المصنف بعده (فذكر نحو حديث ابن مجاهد) مما اضطرنا إلى كتابة هذا النص.