أحدٍ منكم ماءٌ؟ " قال رجل منهم: يا رسول الله: ميضأة فيها شيء من ماء، قال: "جيء بها" فجاء بها، فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسحها بكفيه ودعا بالبركة، ثم قال لأصحابه: "تعالوا فتوضؤوا" فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توضؤوا. وأذَّن رجل منهم وأقامَ. قال: فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لصاحب الميضأة: "ازدهر بميضاتك فسيكون لها نبأُ". فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ قبل الناس، فقال لأصحابه: "ما ترون الناس فعلوا؟ " قالوا: الله ورسولهُ أعلم. قال لهم: "إن فيهم أبا بكر، وعمر. وسيرشدان الناس" فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء، فشق على الناس، وعطشوا عطشًا شديدًا وركابهم ودوابهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين صاحب الميضأة" قال: ها هو ذا يا رسول الله. قال: "جيء بميضائك" فجاء بها وفيها شيء من ماءٍ. فقال لهم كلهم: "تعالوا فاشربوا". فجعل يَصُب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى شربوا كلهم وسقوا دوابهم وركابهم، وملؤوا كل إداوةٍ وقربةٍ ومزادةٍ. ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المشركين، فبعث الله ريحًا فضربت وجوه المشركين، وأنزل الله تبارك وتعالى نصره، وأمكن من أدبارهم فقتلوا منهم مقتلةً عظيمةً، وأسروا أسارى كثيرةً، وأستاقوا غنائم كثيرةً، ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس واقرين صالحين (١).