للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فسلم وناوله كتابه، فقال: اقرأه فإذا فيه بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة: أما بعد فصبحك اللّه بما صبح به أولياءه وأهل طاعته وقعت مسألة فأتنا نسألك عنها. قال: يا صبية هلمي الدواة، ثم قال لي: اقلب الكتاب واكتب. أما بعد وأنت فصبحك اللّه بما صبح به أولياءه وأهل طاعته أنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحدا فإن وقعت مسألة فأتنا فسلنا عما بدا لك وإن أتيتني فلا تأتني إلا وحدك ولا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك ولا أنصح نفسي والسلام فبينا أنا عنده جالس إذ دق داق الباب، فقال: يا صبية أخرجي فانظري من هذا قالت: هذا محمد بن سليمان. قال: قولي له يدخل وحده. فدخل فسلم ثم جلس بين يديه ثم ابتدأ فقال: ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا. فقال حماد: سمعت ثابتا البناني، يقول: سمعن أنس بن مالك، يقول: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "إن العالم إذا أراد بعلمه وجه اللّه هابه كل شيء وإذا أراد أن يكنز به الكنوز هاب من كل شيء، فقال: ما تقول يرحمك اللّه في رجل له ابنان وهو عن أحدهما أرضى فأراد أن يجعل له في حياته ثلثي ماله؟ قال: لا تفعل رحمك اللّه فإني سمعت ثابتا البناني، يقول: سمعت أنس بن مالك، يقول: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "إن اللّه إذا أراد أن يعذب عبده بماله وفقه عند موته لوصية جائرة" (١).


(١) اللفظ للخطيب.