إني رأيت عطاردًا يقيم في السوق حلة سيراء. فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك أو أظنه قال: ولبستها يوم الجمعة. فقال له رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة))، فلما كان بعد ذلك أُتي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة. وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطى علي بن أبي طالب حلة، وقال:((شققها خمرًا بين نسائك))، قال: فجاء عمر بحلته يحملها، فقال: يا رسول الله بعثت إلي بهذه، وقد قلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت. فقال:((إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتصيب بها))، وأما أسامة فراح في حلته. فنظر إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نظرًا عرف أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أنكر ما صنع، فقال: يا رسول الله اما تنظر إلي؟ فأنت بعثت إلي بها. فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((إني لم أبعث إليك لتلبسها، ولكن بعثت بها إليك لتشققها خمرًا بين نسائك)).
سيرد ذكره في مسند ابن عمر.
٣٣٤ - عن أسامة بن زيد قال: دخلت على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكآبة، فسألته: ما له؟ فقال:((لم يأتني جبريل منذ ثلاث)) قال: فإذا جرو كلب بين بيوته، فأمر به فقتل، فبدا له جبريل -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فبهش إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآه، فقال:((لم تأتني))، فقال:((إنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا تصاوير)) (١).
إسناده صحيح.
- أخرجه: الطيالس (٦٢٧). وابن أبي شيبة (١٩٩١٥) و (٢٥١٩٣)، قال: حدثنا شبابة. وأحمد ٥/ ٢٠٣ (٢١٧٧٢)، قال: حدثنا عثمان بن عمر، وفي ٥/ ٢٠٣ (٢١٧٧٣) قال: حدثنا حسين (يعني: ابن منصور). والبزار في "البحر الزخار"(٢٥٩٠)، قال: وأخبرنا بشر بن آدم. والطحاوي في "شرح معاني الآثار