الحمدُ لله الكبيرِ المتَعَال، المُتنَزِّه عن الشُّرَكاء والأَندَاد والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره بلسان الحال والمقال، وأصَلِّي وأسلِّم على نبينا محمَّدٍ المنعوتِ بشريفِ الخِصَال، والهادي إلى سبيل الرَّشَاد وجميل الفِعَال، وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ وآل، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم المآل.
أما بعدُ:
فإِنَّ أفضلَ العلومِ، وأَوْلاها بالعِنَايةِ والرِّعَاية «علمُ الاعتِقَاد»، إذ هو أصل الأصول، ورأس العلوم، وهو رُكنُ الإِسلامِ الأَعظَم، وَقَاعِدَتُه الأَهَمّ، ولذا كان تقرير التوحيد من الموضوعات المهمة التي تواترت بها نصوص الشرع، فكانت العناية بتقريره، وتوضيحه، وبيانه، والتحذير من نواقضه، ونواقصه، ومبطلاته، أصلٌ أصيلٌ في الدعوة إلى الله ﷿، وعليه قامت دعوة الأنبياء والرسل، وسار على منهاجهم في ذلك التابعون لهم بإحسان من الصحابة الكرام وأئمة الإسلام، فصُنِّفَت فيه المصنَّفَاتُ وأُنشِئَت فيه القصائدُ والمنظوماتُ.
ومن تلك القصائد والمنظومات هذه القصيدةُ الوجيزةُ، والتي تعتبر من عيون القصائد عند الحنابلة، جَادَت بها قريحةُ إمامٍ من أئمةِ المذهب