للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحداً … ) (١)، وقال العراقيُّ: (كلُّ ما ورد في أُخوَّتِه فضعيفٌ لا يصحُّ منه شيءٌ) (٢).

فيحتمل أنَّ الناظمَ يشير إلى هذا الحديث للتصريح فيه بأُخوَّة عليٍّ للنبيِّ في الدُّنيا والآخرة، ويحتمل أيضاً - ولعله الأقرب - أنه يشير إلى قول النبيِّ لما استخلف عليّاً على المدينة في غزوة تبوك وشق عليه ذلك قال له : «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنزِلةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» (٣)، وهارون هو أخو موسى ، وحملُ كلام النَّاظم على هذا لعله أَسَدُّ؛ لأنَّ هذا الحديثَ صحيحٌ بخلاف الحديث السابق.

وقد دلَّ كلامُ الناظمِ في هذا البيت على أنَّ عليّاً هو رابع الخلفاء الراشدين، فهو رابعهم في الفضل وفي الخلافة، فهو أفضل الصحابة على الإطلاق بعد الخلفاء الثلاثة.

ومسألةُ المُفَاضَلَة بين عليٍّ وعثمانَ من المسائل التي وقع فيها خلاف بين السلف ، فمنهم مَنْ ذَكَرَ فضل الثلاثة ولم يزد على ذلك، وقال: أفضل الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وسكت، ومنهم من ربَّع بعليٍّ، ومنهم من قدَّم عليّاً على عثمان، ومنهم من توقَّف، وقد ذكر هذه الأقوال وأشار إليها شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة


(١) «منهاج السنة» (٥/ ٧١) و (٧/ ٣٦١).
(٢) «المغني عن حمل الأسفار» (١/ ٤٨٣).
(٣) متفقٌ عليه من حديث سعد بن أبي وقاص : أخرجه البخاري (٣٥٠٣) و (٤١٥٤)، ومسلم (٢٤٠٤).

<<  <   >  >>