وهذا الذي ذكرته موقوفٌ على صحة نسبة هذه الأبيات لهذه القصيدة، فخلو كثيرٍ من المصادر من هذه الأبيات يثير في النفس شكوكاً في صحة نسبتها إليها، وأخشى أن تكون ملحقة بالقصيدة وهي ليست منها، والله أعلم.
مَنْهَجُ النَّاظِمِ، وموضُوعُ القَصِيدَةِ:
النَّاظِرُ في القصيدة يظهر له أنَّ النَّاظِم ﵀ لم يَجْرِ فيها على نسقٍ مؤتلفٍ، وترتيبٍ مُطَّرِدٍ في عرض المسائل، بل كان يوردها وِفْقَ ما يَرِدُ على خاطِرِه، غير أنه التزم وصل المسألة بما يناسبها من المسائل متى وجدت.
وقدَّم بين يدي مقصوده بمقدِّمةٍ اشتملت على بعض التوجيهات النافعة والنصائح الغالية من الحثِّ على ترك التعلُّق بالدنيا وما يتبع ذلك من تذَكُّر الأوطانِ والخِلَّان والنِّساءِ الحِسان، وأن الواجب على العاقل أن لا يُشغِلَ قلبَه بتَذكُّر ذلك، وأنَّ السعادة الحقيقيَّة إنما هي في الإقبال على الله والدار الآخرة.
ثم أردف ذلك ﵀ ببيان مذهبه، وأنَّه متَّبعٌ لمذهب الإمامِ أحمدَ في أصول الدين وفروعه، ثم استطرد في مدح الإمام أحمد ﵀ والثناء عليه، ونعتَه بجملةٍ من النعوت والأوصاف، وذَكَرَ ما كان عليه ﵀ من إمامةٍ في الدِّينِ، وتمسُّكٍ بالسنَّةِ، وأصالةٍ في العلم، وسدادٍ في الرأي.
ثم بيَّن ﵀ أنه قد نظم هذه القصيدة وما اشتملت عليه من المسائل نصحاً لإخوانه المسلمين، وأنَّه قد بذل وسعه في النُّصحِ والبَيَان، غير