للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن الصفات أيضاً: صفاتٌ ذاتِيَّةٌ فعلِيَّةٌ، فهي قديمَةٌ من وجهٍ، حادِثَةٌ من وجهٍ آخَرَ، ومثاله: الكَلامُ والخَلْقُ، فإنَّه سبحانه لم يزل متكلِّماً إذا شاء، لم يَحدُث له أن صار متكلِّمَاً بعد أن لم يكن، ولكن آحاد كلامه تحدث تبعاً لمشيئته؛ ولهذا يُعَبَّر عن هذا بأنَّ الكلامَ قديمُ النَّوعِ حادِثُ الآحاد (١).

فعبارة الناظم مجملةٌ، وهذا الإطلاق غَلَطٌ، وعبارتُه مُشْعِرَةٌ بأنَّه ممن يقول بِقِدَمِ جميعِ الصفات، وأنَّه تعالى لا تقوم به الصفات الفعلِيَّة، أو أنَّ ما يُسَمَّى ب: «الصفات الفِعْلِيَّة» قديمَةٌ لا تتعلق بها المشيئة، فبهذا لا يتضح لنا مذهبه في هذه المسألة.

فهو إما أنه ينتهج منهج الكُلَّابِيَّة القائلين بإثبات صفات فعلية لكن قديمة لا تتعلق بها المشيئة.

أو أنه ينتهج منهج الأشاعرة أو السالمية، وكلُّهم ممن ينفي قيام الأفعال الاختيارية به كالنزولِ، والمجيءِ، وحقيقةِ الاستواء، وما أشبه ذلك.


(١) ينظر: «شرح الرسالة التدمرية» للشارح حفظه اللهُ (ص ٣٤٠ - ٣٤٣).
وللاستزادة ينظر أيضاً: «منهاج السنة النبوية» (٢/ ١٢٣ - ١٣١)، و «مجموع الفتاوى» (٩/ ٣٠٠ - ٣٠١)، و «الصفدية» (٢/ ٨٥ - ٨٧)، و «شرح العقيدة الطحاوية» (ص ١١٣ - ١١٥)، وتعليق العلامة الشيخ عبد الله البابطين على «لوامع الأنوار البهية» للسَّفاريني (١/ ٣٨ و ١١٢)، وكذلك حاشية العلامة ابن قاسم على «الدرَّة المُضِيَّة» للسفاريني (ص ٩ - ١٠ و ٣١ - ٣٢).

<<  <   >  >>