فأجاب: بقوله: «قُلتُ: المُوَحِّدُ قَبْلِ كُلِّ مُوَحِّدِ» ويعني به خليفةَ رسولِ الله ﷺ أبا بكر الصديق ﵁.
وفي هذا الجواب إشارةٌ إلى سَبْقِ أبي بكرٍ ﵁ إلى الإسلام، وأنَّه أول مَنْ آمن بالرَّسول ﷺ، وأول مَنْ دخل في الإسلام من الرجال كما قيل.
فأبو بكر ﵁ هو الخليفةُ بحقٍّ بعد رسول الله ﷺ.
وأما الرَّافضةُ فيقولون: هو الخليفةُ بعد رسولِ الله ﷺ لكن بغير حقٍّ، وهو ظالم مغتَصِبٌ هو ومَن بايعه، فالأحقُّ بالخلافةِ - عندهم - هو عليُّ بنُ أبي طالبٍ ﵁، وكلُّ مَنْ وليَ الخلافةَ قبلَهُ فهو معتَدٍ وظالمٌ، فهذه هي عقيدةُ الرَّوافض في خلافةِ الخلفاءِ الثلاثة ﵃.
وأما أهل السُّنَّة فعندهم أن أبا بكر هو الخليفةُ بحقٍّ بعد رسولِ الله ﷺ، فهو أحقُّ النَّاس بالخلافةِ وولايةِ الأمرِ بعد الرَّسول ﷺ.
واختلف أهل السنة في خلافة أبي بكرٍ ﵁ هل ثبتت بالنصِّ الجلي، أم بالنصِّ الخفي والإشارة، أم بالاختيار.
فذهب شيخُ الإسلام ابن تيمية ﵀ إلى أنها ثبتت حُكماً بالنص على أبي بكرٍ، لكن قد يكون ذلك بالنص الجلي، أو بالنص الخفي والإشارة، وثبتت فعلاً بالاختيار، وذلك بمبايعة الصحابة من المهاجرين والأنصار لأبي بكرٍ في سقيفةِ بني سَاعِدَة، فصارَ خليفةً فعلاً بمبايعة الصحابة له (١).