فاسمه «العليم» مثلاً يدل على ذات الله، وعلى صفة العلم بالمطابقة، وعلى أحدهما بالتضمن، ويدل على صفة «الحياة» بطريق اللزوم؛ لأنَّ العلمَ مستلزم للحياة.
وعلى هذا فتكون أسماء الله مترادفةً في دلالتها على الذات، فتقول:«العليم» هو العزيز، وهو الحكيم، وهو القدير؛ لأنَّ المسمَّى بها واحدٌ.
ومتباينةً في دلالتها على الصفات، فيصح أن تقول: العليمُ غير الحكيم، والعزيزُ غير القدير، والسميعُ غير البصير، وذلك بالنظر إلى اختلاف معاني هذه الأسماء.
وقوله:«مَا مِنْ عَالِمٍ إِلَّا بِعِلْمٍ مُرْتَدِ»«مُرْتَدِ» كأنَّه أخذها من الرِّدَاء، أي: متصِفٌ بالعلمِ، فالعلمُ صفةٌ قائِمَةٌ بالله ﷿، فلا يُعقَل أن يوجد عالِمٌ بلا علمٍ، فكل مَنْ وُصِف بأنه عالِمٌ أو عليمٌ فلا بد وأن يكون العلمُ صفةً له قائمة به.
وبهذا يُعلم أن أسماء الله ﷿ ليست أعلاماً محضةً، كما هو مقتضى قول المعتزلة من أن أسماء الله أعلامٌ محضةٌ لا تدل على معانٍ، بل الصحيح أنها أعلامٌ وصفاتٌ، ف «الرحمن» عَلَمٌ على الرَّبِّ، وهو أيضاً صفةٌ له ﷾.
= ينظر تفصيل ذلك في: «شرح السُّلَّم المُنَوْرَق» للأَخْضَرِي (ص ٢٥ - ٢٦)، و «المنطق المفيد» للبَهْنَسِي (١/ ١٣ - ١٤)، و «آداب البحث والمناظرة» للشنقيطي (ص ٢٠).