للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسَّر النبيُّ وأصحابُه والتابعون «الزيادة» (١) و «المزيد» (٢) في هاتين الآيتين ب: النظر إلى وجهه الكريم .

وأما السنّة: فالأدلة الدالة على ذلك كثيرةٌ شهيرةٌ (٣)، ولهذا قيل: إن السنة متواترة في الدلالة على رؤية المؤمنين لربهم (٤).


(١) أخرج مسلم في «صحيحه» (١٨١) من حديث صُهَيْبٍ عن النبي قال: «إذا دخل أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قال: يقول الله : تُرِيدُونَ شيئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وتنجينا من النَّارِ؟ قال: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فما أُعْطُوا شيئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ من النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ ﷿»، ثُمَّ تَلا هذه الآيَةَ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦]. قال البيهقيُّ في «الاعتقاد» (ص ١٢٣): (وقد فسَّر رسولُ الله المبيِّنُ عن الله ﷿، فمَن بعده من الصحابة الذين أخذوا عنه، والتابعين الذين أخذوا عن الصحابة أنَّ «الزيادة» في هذه الآية النظرُ إلى وجه الله ، وانتشر عنه وعنهم إثبات رؤية الله ﷿ في الآخرة بالأبصار). وللاستزادة ينظر سياق الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب في: «اعتقاد أهل السنة» للالكائي (٣/ ٤٥٥ - ٤٦٣).
(٢) قال اللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (٣/ ٤٦٩): (قوله ﷿: ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيد (٣٥)﴾ [ق] روي عن عليٍّ وأنسِ بنِ مالكٍ: أنَّه النظر إلى وجه الله ﷿، ومن التابعين: زيدُ بنُ وَهْبٍ وقال: يتجلى لهم كل جمعة).
(٣) قال ابن حجر في «الفتح» (١٣/ ٥٣٠): (جَمَعَ الدارقطنيُّ طُرُقَ الأحاديث الواردة في رؤية الله تعالى في الآخرة فزادت على العشرين، وتتبعها ابن القيم في «حادي الأرواح» فبلغت الثلاثين، وأكثرُها جيادٌ، وأسند الدارقطني عن يحيى بن معين قال: عندي سبعةَ عشرَ حديثاً في الرؤية صحاحٌ). وقد صنَّف في إثبات الرؤية جماعةٌ من أهل العلم، منهم: الدارقطني في كتابه «الرؤية»، وابن النحاس في كتابه «رؤية الله »، والآجري في كتابه «التصديق بالنظر إلى وجه الله تعالى»، وغيرهم.
(٤) نصَّ على تواتر أحاديث الرؤية جماعةٌ من أهل العلم، منهم: الأشعري في «الإبانة» (١/ ١٤)، وابن حزم في «الفِصَل» (٣/ ٣)، وشيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (١٣/ ٣٥)، وفي «درء التعارض» (٧/ ٣٠)، وتلميذه ابن القيم =

<<  <   >  >>