للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: «قالوا: بِمَا عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّهُ؟»، «بِمَا» لعل الإشباع هنا للوزن، وإلا فالأصل أن «ما» الاستفهامية إذا دخل عليها حرفُ الجَرِّ - كاللام أو الباء مثلاً - تُحْذَف أَلِفُهَا، فيقال: «بِمَ» و «لِمَ».

و «المُكَلَّف» في اصطلاح الأصوليين هو: الإنسانُ العاقلُ البالغُ.

وهذا الذي ذكره الناظمُ هنا هو من جنس قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في «الأصول الثلاثة»: (إذا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفتَ رَبَّكَ؟ فَقُلْ: بآياتِه ومخلوقَاتِه).

ولَمَّا ذكر الناظمُ السؤال عقَّبه بذكر الجواب فقال: «فَأَجَبْتُ بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ المُرْشِدِ»، أي: عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّه بالنظر الصحيح المرشِد، وحَذَفَ النَّاظِمُ جملةَ (عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّه) من الجواب اكتفاءً بورودها في السؤال.

وقوله: «بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ المُرْشِدِ»، أي: بنظر العقلِ المستقيمِ المرشِد إلى المطلوب، وذلك بالتفكر في مخلوقات الله ﷿، ولا شك أن النظر والتفكر في مخلوقات الله طريقٌ إلى معرفة الله ﷿.

فمعرفة الله ﷿ تحصل بثلاثةِ طُرُق:

١ - بالفطرة.

٢ - وبالعقل، وذلك بالنظر والتفكر في مخلوقات الله ﷿.

٣ - وبالوحي.

<<  <   >  >>