قوله:«نَقِيصَةٌ» أي: خَصْلَةٌ ذَمِيمَةٌ، فالعجز عن الكلام يعدُّ نقصاً في المخلوق فكيف بالخالق؟
فإذا كان الكلام صفة كمال في المخلوق، فالله تعالى أولى وأحرى أن يكون متكلِّماً.
وقوله:«بالسَّيِّدِ»«السَّيِّدُ»: هو الله ﷿، وهو اسمٌ من أسمائِه سبحانه (١).
هذا، وقد اختلفَ النَّاسُ في كلامِ الله ﷿:
فذهبت الجهمية والمعتزلة إلى نفي الكلام عن الله تعالى كسائر الصفات.
وذهبت الكُلَّابية والأشاعرة إلى أنَّ كلامَ الله معنى واحدٌ نفسيٌّ، أو هو أربعة معاني، لكن كلامه ليس بحرفٍ ولا صوتٍ، فكلامه لا يُسْمَع منه، بل هو أمرٌ معنويٌّ، قائمٌ بنفسِه.
فالأشاعرة يقولون: كلام الله هو معنى نفسيٌّ واحِدٌ قديمٌ.
فقولهم:«هو معنى نفسيٌّ»: يعني ليس بحرفٍ ولا صوتٍ.
وقولهم:«واحدٌ»: يعني ليس فيه تَعَدُّد.
(١) أخرج أبو داود في «سننه» (٤٨٠٦) - واللفظ له، والنسائي في «الكبرى» (١٠٠٧٤ و ١٠٠٧٦)، وأحمد في «المسند» (١٦٣٥٠) و (١٦٣٥٩)، جميعهم من طُرُقٍ عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشخِّيْرِ قَالَ: قَالَ أَبي: انْطَلَقْتُ فِى وَفْدِ بَني عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقُلْنَا: أَنْتَ سَيِّدُنَا، فَقَالَ: «السَّيِّدُ اللهُ ﵎»، قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٥/ ١٧٩): (رجالُه ثقاتٌ، وقد صَحَّحَه غيرُ واحدٍ).