للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

﷿، لكننا لا نقول بأنَّ أوَّلَ واجبٍ على المكلَّف هو «النَّظَر»، أو «القَصْد إلى النَّظَر»، بل هذا قولُ أهل الكلام، وهو قولٌ مُبْتَدَعٌ، بل إنَّ أوَّلَ واجبٍ على المكلَّف هو «الشهادتان» - شهادةُ أن لا إِلَهَ إلا الله وأنَّ محمَّداً رسولُ الله وهذا هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة (١).

قال الناظمُ :

١٢ - قَالُوا: فَهَلْ رَبُّ الخَلائِقِ وَاحِدٌ؟ … قلتُ: الكَمَالُ لِرَبِّنَا المُتَفَرِّدِ

قوله: «قَالُوا: فَهَلْ رَبُّ الخَلائِقِ وَاحِدٌ؟» هذا هو السؤال، أي: هل ربُّ المخلوقات واحدٌ، أو للمخلوقات أرباباً متعدِّدِين؟

فأجاب الناظم عن هذا السؤال بقوله: «قلتُ: الكَمَالُ لِرَبِّنَا المُتَفَرِّدِ» يعني: أنَّ الكمالَ في الصفاتِ والأفعالِ هو لرَبِّنَا .

وقوله: «المُتَفَرِّدِ» يعني: المتَوَحِّد، فهو سبحانه الفرد الذي لا ربَّ غيره، ولا إله سواه، فهو سبحانه لا شريك له في ربوبيته، ولا في إلهيته،


= وانظر غير مأمور تعليق الدكتور عوض بن رجاء بن فريح العوفي - وفقه الله - على هذا البيت في مقدمة تحقيقه لكتاب: «الانتصار في المسائل الكبار» (٢/ ٣٥ - ٣٧) فقد أجاد حفظه اللهُ في التعليق والبيان.
(١) قال ابنُ القيم في «مدارج السالكين» (٣/ ٤١٢): (ولِهذَا كانَ الصَّحِيحُ أَنَّ أوَّلَ واجبٍ يَجِبُ عَلَى المكَلَّفِ «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِله إِلَّا الله»، لا «النَّظَرُ»، ولا «القَصدُ إلى النَّظَرِ»، ولا «الشَّكُّ»، كما هي أقوَالٌ لأَربَابِ الكَلامِ المذمُومِ)، زاد ابنُ أبي العِزِّ الحنفيُّ في «شرح العقيدة الطحاوية» (١/ ٢٣) عقبه: (بل أَئِمَّةُ السَّلَفِ كُلُّهُم مُتَّفقُونَ على أَنَّ أوَّلَ مَا يُؤمَرُ بِهِ العَبدُ «الشَّهَادَتَانِ»).
وللاستزادة في الكلام على المسألة ينظر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: «درء تعارض العقل والنقل» (٧/ ٣٥٢ و ٤٠٥) و (٨/ ٣ - ١٢) مهم.

<<  <   >  >>