للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن المسائل المتعلقة بالرؤية: أنَّ المؤمنين يتفاوتون في رؤيتهم لربهم ﷿، فليسوا هم على درجةٍ واحدةٍ في ذلك، وقد جاء ما يدل على هذا، وهذا هو موجَب حكمةِ الربِّ وفضلِهِ في جزاء أوليائِهِ، فلا يُسَاوَى مَنْ يكون في أدنى درجات الجنَّةِ بمَن هو في أعلى درجاتها من الأنبياء والصدِّيقين والكُمَّل من أتباع الرسل، بل بينهم تفاضل في ذلك، فكما أنهم متفاضلون في الدرجات فكذلك هم متفاضلون في نظرهم إلى ربهم.

وقد جاء ما يدل على أنَّ أهلَ الجنة لهم موعدٌ في الآخرة يرون فيه ربهم، وهو يقابل يوم الجمعة في الدنيا، وأن ذلك اليوم يسمى: «يوم المزيد»، وأما أهلُ الدرجاتِ العُلَى - الأنبياءُ والصدِّيقُون - فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي قال: «جَنَّتَانِ من فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وما فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ من ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وما فِيهِمَا، وما بين الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلى رَبِّهِمْ إلا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ على وَجْهِهِ في جَنَّةِ عَدْنٍ» (١).

ومن المسائل أيضاً: رؤية النبي لربه ﷿ ليلة المعراج، والخلاف في هذه المسألة مشهورٌ بين أهل السنة (٢)، والصحيح في المسألة أنه لم ير ربه بعينَي رأسه (٣).


(١) متفقٌ عليه، أخرجه البخاري (٤٥٩٧)، ومسلم (١٨٠).
(٢) ينظر في تفصيل هذه المسألة وأقوال أهل العلم فيها رسالةُ: «رؤية النبي لربه ﷿» للدكتور محمد خليفة التميمي.
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٦/ ٥٠٩): (وليس في الأدلة ما يقتضي أنَّه رأى ربه بعينِه، ولا ثبت ذلك عن أحدٍ من الصحابة، =

<<  <   >  >>