ويُحب كذلك لقرابتِه من النبي ﷺ، ولهذا قال ﷺ لما شكا إليه عمُّه العباسُ ﵁ أنَّ قريشاً يجْفُون بني هاشم قال:«والله لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حتى يُحِبَّكُمْ لله ﷿ يعني لدينكم وإيمانكم بالله - ولقرابتي»، وفي رواية:«حتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ»(١).
في هذا البيت صرَّح الناظمُ ﵀ بالمعْنِيِّ في البيتين السابقين، فلما ذكر صفاته ومناقبه أوَّلاً، عيَّنه وبيَّنَه بعد ذلك بقوله:«أَعْنِي أَبَا الحَسَنِ» وهذه كنيةُ عليٍّ ﵁، وهو مشهورٌ بها؛ لأنَّ الحَسَن أكبرُ من الحسين ﵄، فالحسن هو أكبرُ وَلَدَيهِ من فاطمة ﵃ أجمعين.
وقوله:«الإِمَامَ» لم يكن يُعرفُ ﵁ في خلافتِهِ ب «الإمام»، بل كان يلَقَّبُ ب «أمير المؤمنين»، والتلقيب ب «أمير المؤمنين» بدأ منذ زمن عمرَ ﵁، أما الذين يلقِّبُونَ عليّاً ﵁ ب «الإِمَام» فهم الرافضة، ولكن قد يجري على ألسنة بعض أهل السُنَّة إطلاق اسم «الإمام» على
(١) أخرجه الترمذي في «جامعه» (٣٧٥٨) - واللفظ له، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٢٢١١)، وأحمد في «المسند» (١٧٥٥٠) و (١٧٥٥١) و (١٧٧٧)، والنسائيُّ في «الكبرى» (٨١٧٦)، جميعهم من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب - ويقال: المطلب - بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ﵁. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» (١٤٠) من طريق الأعمش عن أبي سبرة النخعي عن محمد بن كعب القرظي عن العباس ﵁.