للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليٍّ ، وهو - ولا شكَّ - إمامٌ، ولكن الإمامة في الدِّين لا تختص به، بل هي متحققة له ولغيره من الخلفاء الراشدين وسائر علماء الصحابة أجمعين.

وقوله: «وَمَنْ لَهُ بَينَ الأَنَامِ» أي: بين الخَلِيقَة، «فَضِائِلٌ» جمعُ فضيلة، وهو من صيغ منتهى الجموع التي لا تنصرفُ ولا تُنَوَّنُ، ونُوِّنَت هنا من أجل استقامة النظم، وهذا جائزٌ في الشعر.

وقوله: «لم تُجْحَدِ» أي: لا سبيل إلى جَحْدِهَا وإنكارها، ومن فضائله التي لا تجحد ما تقدَّمت الإشارة إليه، وأيضاً فقد جمع الله له بين فضل الإيمان، والهجرة، والنصرة والجهاد، والصحبة العظيمة الطويلة من صغره حتى توفي رسول الله ، وهو صاحبُه وصِهْرُه وقرِيبُهُ وأرضاه، ورزقنا حُبَّهُ وحُبَّ جميع الصحابة والقرابة.

قال الناظمُ :

٤١ - وَلإبْنِ هِنْدٍ في الفُؤادِ مَحَبَّةٌ … وَمَوَدَّةٌ فَلَيَرْغَمَنَّ مُفَنِّدِي

لما فرغ الناظمُ من ذِكْر الخلفاءِ الرَّاشدين وما لهم من المناقب والفضائل أعقَبَهُم بذكرِ معاويةَ بنَ أبي سفيان ، فقال: «وَلإبْنِ هِنْدٍ» قطع همزة «ابن» للوزن، ونَسَبَهُ النَّاظمُ لأُمِّهِ هند بنتِ عُتْبَةَ ، وأما أبوه فهو أبو سفيانَ صَخْرُ بنُ حَرْبٍ سيِّدُ قريشٍ.

وهندُ بنتُ عُتْبَةَ امرأةٌ فاضِلةٌ عاقِلَةٌ، وهي التي قالت لرسول الله لما بايعَ النساءَ على ألَّا يُشْرِكن بالله شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ: «أَوَتَزْنِي

<<  <   >  >>