للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحُرَّةُ؟»، وهي أيضاً التي سألت رسول الله فقالت: يا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يُعْطِينِي من النَّفَقَةِ ما يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ إلا ما أَخَذْتُ من مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ، فَهَلْ عَلَيَّ في ذلك من جُنَاحٍ؟ فقال رسول اللهِ : «خُذِي من مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ ما يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ» (١).

ومعاوية من الذين أسلموا بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة، بخلاف أبيه فإنَّه لم يُسْلِم إلا في فتح مكة.

وقد اشتهر بجملةٍ من المناقبِ والأخلاقِ الفاضلةِ، فقد استَكْتَبَه النبي واتخذه أحدَ كُتَّابِ الوحي، وأمَّرَه عمرُ على الشام، فكان أميراً على الشام عشرين سنة حتى آل إليه أمرُ الخلافة سنة ٤٠ هـ، فصار أميراً للمؤمنين عشرين سنة، فكانت مدة إمارته الخاصة والعامة أربعين سنة.

وقوله: «ولإبنِ هِنْدٍ في الفُؤادِ» يعني: في القلب، «مَحَبَّةٌ وَمَوَدَّةٌ» المحبة والمودَّة معناهما واحدٌ أو متقاربٌ.

وقوله: «فَلَيَرْغَمَنَّ» اللام هنا لام القسم، يعني: فوالله لَيَرْغَمَنَّ من «الرَّغَام» الذي هو التُّراب.

وقوله: «مُفَنِّدِي» (٢) يعني: من يُنْكِرُ عليَّ، ويَعِيبُني على محبتي لمعاوية ، ووقع في نسخةٍ: «فَلَيَرْغَمَنَّ المُعْتَدِي» وهي قريبةٌ في


(١) متفقٌ عليه من حديث عائشة ، أخرجه البخاري (٢٠٩٧)، ومسلم (١٧١٤).
(٢) الفَنَدُ - بالتحريك: الخَرَفُ وإِنكارُ العَقْلِ لِهَرَم أَوْ مَرَضٍ، والفَنَدُ: الخَطَأُ في القولِ والرَّأْيِ، والفَنَد: الكَذِبُ، يقال: فَنَّدَه تَفْنِيداً: إذا كَذَّبَهُ وعَجَّزَهُ وخَطَّأ رَأْيَهُ وضَعَّفَهُ.
ينظر: «لسان العرب» (٣/ ٣٣٨)، و «تاج العروس» (٨/ ٥٠٥ - ٥٠٦).

<<  <   >  >>