ومما يدل على شاعريته هذه «القصيدة الدالية» التي بين يديك، وهي من أشهر قصائده.
وبالجملة فَنَظْمُهُ نَظْمُ فَقِيهٍ - كما يقال -، وشعره ليس في الذروة العليا، ولا يرقى به إلى درجة الشعراء المُجِيدِين المطبوعين.
مَذْهَبُهُ الفِقْهِيُّ وَالعَقَدِيُّ:
كان ﵀ حنبليَّ المذهب في الأصول والفروع.
أما في الفروع فهو من أئمة الحنابلة، ومن فقهاء المذهب المشاهير، وقد أطبق مترجموه على وصفه بالإمامة والتمكُّن والتبحُّر في معرفة المذهب، ومصنفاته الفقهية أوضح دليلٍ وأصدقُ شاهِدٍ على ذلك، ولم أرَ من شكَّك في حنبليَّته، أو ذكر أنه تحوَّل لمذهبٍ آخرَ، بل هذا هو مذهبه الذي نشأ ومات عليه، وهذا في نظري أوضح من أن يستدل على إثباته، ويكفيكَ شاهِداً عليه تَرَدُّد اسمه في كُتبِ الحنابلة إلى عصرنا هذا.
وأما في الأصول - أعني أصول الدين - فهو معدودٌ من أهل السنة والجماعة في الجملة، فهو سلفي المعتقد، حسن الطريقة، محمود المنهج، مقتفياً منهج الإمام أحمد وطريقته.
ومن نظر في قصيدته هذه التي نظم فيها معتقده يلحظ هذا، فقد عَرَضَ فيها لجملةٍ من مسائلِ الاعتقاد: من إثباتِ وحدَانِيَّةِ الله ﷿، وعُلُوِّهِ على خلقِه، واستوائِه على عرشِه، من غير تشبيهٍ ولا تكييفٍ