قال أبو موسى (١): ذكره ابن شاهين في الصَّحابة وقال: ثنا الحُسين الكوكبي: ثنا علي بن حَرْب: ثنا القاسم -يَعْني: ابن يزيدَ- ثنا سُفيان، عَن بكير بن عطاء الليثي، عَن أبي الأسود الديلي قال: أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهو واقف بعَرفةَ، وأتاه نفر من أهل نجد فقالوا: يا رسول الله! كيف الحج؟ قال أبو موسى: كذا أوردَه، وهو خطأ؛ رواه شعبة، عَن بكير، عن عَبْد الرحمن بن يَعْمرَ الديلي، وكذلك رَواه غيرُ واحد عَن سُفيانَ؛ وهو الصَواب، ولا مَدْخل لأبي الأسود فيه. ورَوى أبو حَفص -أيضًا- في ترجمة أبي الأسود من حَديث محفوظ: ثنا عبد الرزاق: ابنا ابن جُريج: أخبرني عَبْد الله بن عُثمان بن خُثيم أن محمد بن خلف أخبرَه أَن أبا الأسود أَتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَهو يُبايع الناسَ يومَ الفتح على الإسلام والشهادة.
قال أبو موسى: وهَذا -أيضًا- خطأ، ووهم من وجوه؛ رَواه أبو عاصم، عَن ابن جُريح، عَن ابن خثيم، عَن محمد بن الأسود بن خَلف، أن أباه: الأسود، حضر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُبايع فسقط هاء الكناية من روايته فجعَله "أبا الأسود" وعَلى هذا هُو بَعيدٌ من الدِيلي، والدِيلي تابعي لا صُحْبة له. انتهى.
أما إدراكه زمن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا مريةَ فيه؛ لأنه توفي سنة تسع