للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: تصورهما ممكن بما ذكرته من التفسير من انطباق صورة واحدة في الذهن عليهما, وليس في الذهن مثلان ولا في الخارج مثلان, بل الواقع في الخارج مختلفان, وفي الذهن شيء واحد, والواضع إما لما في الذهن أو لنا في الخارج, ولا مثلين فيهما إلا بالتفسير الذي ذكرته.

فإن قلت: نجوزُ اجتماع صورتين للبياض مثلا, فيقع الوضع لتلك الصورتين وهما مثلان.

قلت: الصورتان في الذهن إنما يتصوران إذا قلنا: النفس ذات جواهر, لستحالة حصول المثلين أو العلمين فيث محل واحد, فإن التصور عام, وإذا كانت النفس ذات جواهر كان حصول الصورتين في محلين منهما, لحصول البياضين في الخارج في محلين, فيفتقران إلى تعين كل واحد منهما, فإن أُخذا بقيد يعينهما, فهما ضدان, كما تقدم, وبغير تعينهما فهما واحد كما تقدم, فيستحيل الوضع لمثلين أيضا على هذا التقدير, فظهر استحالة الوضع لمثلين مع إمكان تصورهما ولكن بما ذكرته من التفسير, فتأمله.

<<  <  ج: ص:  >  >>