ونظير (إن) في أنه لا يعلق عليها إلا غير المعلوم, (متى) , لا يسأل أبها إلا عن زمان مبهم, فلا تقل: متى تطلع الشمس؟ , وكذلك لا يعلق عليها معلومًا, فلا تقل: متى زالت الشمس, وبقية صيغ العموم لا تكاد تدخل إلا على غير المعلوم.
قاعدة:
عشرة ألفاظ وضعت لعشر حقائق, لا تتعلق بالمعدوم والمستقبل من الزمان: الشرط, وجزاؤه, والأمر, والنهي, والدعاء, والوعد, والوعيد, والترجي, والتمني, والإباحة, فإذا قال: إن دخلت الدار فأنت طالق, لا يريد دخلة مضت ولا طلاقا متقدم, بل الجميع مستقبل, وكذلك بقية العشرة لا تتعلق إلا بمعدوم, احترازًا من الحاضر, والمستقبل من الزمان, احترازًا من الماضي, وهذه القاعدة جليلة, ولها فوائد كثيرة, وينحل بمعرفتها إشكالات عظيمة, ويتخرج بها مسائل عديدة.
[المسألة الثالثة: في أن المشروط متى يحصل؟]
قال الإمام فخر الدين في المحصول: ذلك يستدعي مقدمة وهي: أن الشرط على أقسام ثلاثة.
أحدها: الذي يستحيل أن يدخل في الوجود (إلا) دفعة واحدة بتمامه, سواء كان ذلك في نفسه واحدًا لا تركيب فيه, أو كان مركبًا لا يدخل شيء من أجزائه الوجود إلا مع الآخر.