مثال الأول: مطلق البتة, لا يدخل إلا في زمن فرد دفعة واحدة من غير تعدد.
مثال المركب الذي لا يدخل إلا دفعة: هو كل حقيقة مركبة من جزءين يكونان معلولي علة واحدة, متى تحققت تلك العلة تحقق معلولاتها. وهذانك الجزءان يستحيل أن يتقدم أحدهما على الآخر؛ لأن شأن العلة أن لا يتقدم أحد جزئي معلولها قبلها ولا يتأخر عنها كالبنوة والأبوة, هما جزءان معلولان لعلة واحدة هي الوطء الخاص, لا يتقدم أحدهما على الآخر في الوجود, ولا يقعان إلا في زمن واحد.
ففي الزمان الذي صدق على الوالد أنه أب, صدق على الآخر أنه ابن.
والإشراق والإحراق معلولا النار, فلا يتقدم أحدهما على الآخر في الوجود, بل يتحققان عند تحقق النار, نعم قد يعلم أحدهما قبل الآخر, والعالمية والمعلومية معلولا العلم, فلا يتقدم أحدهما على الآخر البتة.
فهذه الأجزاء متى اعتبرها العقل حقيقة واحدة, استحال دخول هذا المركب في الوجود إلا دفعة, ومتى لم يعتبرها العقل حقيقة واحدة, كانا حقيقتين متباينتين من غير تركيب.
وثانيها: ما يستحيل أن يدخل بجميع أجزائه في الوجود كالكلام, فإن الحروف لا يمكن النطق منها بحرفين جملة, بل عند النطق بالزاي من زيد