للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: "وما لا يعتاد (١) أكله كالحصاة والبرد" (٢).

في تمثيله ذلك بالبرد شيء، ولكن كأنه خصه بالذكر من أجل خلاف أبي طلحة الأنصاري (٣) الصحابي - رضي الله عنه -، فإنه روى عنه أنه كان يستفّ (٤) البرد في الصوم، ويقول: ليس بطعام ولا شراب (٥).

وروي عن الحسن بن صالح بن حيّ (٦) أنه قال: ما ليس بطعام لا يفطر، وقد


(١) في (ب): (وما يعتاد) بإسقاط "لا".
(٢) الوسيط: ١/ ق ١٤٨/ ب، ولفظه قبله "أما قولنا (كل عين) جمعنا به ما يعتاد أكله، وما لا يعتاد ... إلخ".
(٣) هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام، أبو طلحة الأنصاري الخزرجي، الصحابي الجليل، شهد بدرا، وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو أحد النقباء - رضي الله عنه - مات سنة ٣٤ هـ، وقيل: قبلها بسنتين. انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم: ١/ ٤٥٦، تهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٢٤٦، الإصابة: ١/ ٥٦٦ - ٥٧٧.
(٤) سفَّ الدّواء يَسَفُّهُ بالفتح سَفّاً واستفّهُ أيضاً إذا أخذه غير مَلْتوتٍ وكذا السويق، مختار الصحاح ص ٢٦٥، القاموس المحيط ص ١٠٥٩.
(٥) رواه أبو يعلى ٦/ ١٤٧ من حديث أنس بن مالك، قال: مطرت السماء بردا فقال لنا أبو طلحة ونحن غلمان: ناولني يا أنس من ذلك البرد فناولته فجعل يأكل وهو صائم، قال: ألست صائماً، قال: بلى، إن هذا ليس بطعام ولا شراب، إنما هو بركة من السماء تطهر به بطوننا، قال أنس: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: (خذ عن عمك)، وأورده الهيثمي في المجمع: ٣/ ١٧١ - ١٧٢، وقال: "وفيه علي بن زيد، وفيه كلام كثير، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه البزار موقوفاً".
(٦) انظر قوله هذا في: الإبانة: ١/ ق ٨٢/ أ، حلية العلماء: ٣/ ١٩٥، المغني: ٤/ ٣٥٠، المجموع: ٦/ ٣٤٠.
والحسن هو الحسن بن صالح بن صالح بن حيّ، أبو عبد الله الهمداني الثوري الفقيه، ثقة عابد، رمي بالتشيع، مات سنة ١٦٧ هـ أو ١٦٩ هـ. انظر: طبقات الفقهاء للشيرازي: ص ٨٦، ميزان الاعتدال: ١/ ٤٩٦ وما بعدها، البداية: ١٠/ ١٦١، التقريب: ص ١٦١.