وأما المذكور من حديث أنس من قوله - صلى الله عليه وسلم - فقد أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي في المواضع السابقة والطبراني في الصغير: ٢/ ٩٤ من طريق محمَّد بن إسحاق الصاغاني، ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عنه به. وقال الترمذي: "لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر، وهو حديث غير محفوظ، ولا نعلم له أصلاً من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس، وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان ابن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أصح من حديث سعيد بن عامر. قلت: وحديث سلمان بن عامر المشار إليه في كلام الترمذي رواه أبو داود، والترمذي في: الموضعين السابقين والنسائي في الكبرى: ٢/ ٢٥٣ في كتاب الصوم، باب ما يستحب للصائم أن يفطر عليه، وابن ماجه: ١/ ٥٤٢ في كتاب الصوم، باب ما جاء على ما يستحب الفطر، وأحمد: ٤/ ١٧، ١٩، ٢١٣، الدارمي: ٢/ ٧، ابن أبي شيبة في المصنف: ٢/ ١٨٤، ابن حبان: ٨/ ١٢٥، الحاكم: ١/ ٥٩٧، البيهقي: ٤/ ٤٠٢، ٤٠١ بلفظ: (إذا صام أحدكم فليفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في الإرواء: ٤/ ٤٩ - ٥١ حيث قال بعد كلام طريل: "وخلاصة القول أن الذي يثبت في هذا الباب إنما هو حديث أنس من فعله - صلى الله عليه وسلم -، وأما حديثه وحديث سلمان بن عامر من قوله - صلى الله عليه وسلم -، وأمره فلم يثبت عندي، والله أعلم".