للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما تعليل صاحب الكتاب، ذلك بأن إفطار المرأة حصل بغير الجماع، فقد رجع عنه بما (١) ذكره في درسه، وقال: الصحيح أنها أفطرت بالجماع، فإنها تعدّ مفطرة بالجماع.

قلت: وهذا (٢) تعليل، أحدثه في هذه المسألة الأستاذ أبو طاهر (٣) الزيادي النيسابوري، ومات سنة ... (٤)، وصار مثالا لمسألة أصولية غريبة، ذكرها أبو الفتح ابن برهان (٥) الفقهي الأصولي، وهي أنه لا يجوز إحداث الاستدلال بدليل ظاهر في مسألة خاض فيها من سبق، ولم يذكره أحد منهم مع كونه (٦) مما


(١) في (أ) (لما).
(٢) في (أ) (فهذا).
(٣) انظر قوله في تعليقة القاضي الحسين: ١/ ٣٦٨، فتح العزيز: ٦/ ٤٤٨. وأبو طاهر هو: محمَّد بن محمَّد بن محمش بن علي بن داود بن أيوب، أبو طاهر، كان إمام أصحاب الحديث، وفقيههم، ومفتيهم بنيسابور بلا مدافعة، مات سنة ٤١٠ هـ. انظر: الأنساب: ٦/ ٣٦٠، تهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٢٤٥، العبر: ٣/ ١٠٣، طبقات ابن قاضي شهبة: ١/ ١٩٥، طبقات ابن هداية الله: ص ٢٢٣، الأعلام: ٧/ ٢٤٥.
(٤) بياض في النسخ بمقدار ثلاث كلمات.
(٥) هو أحمد بن علي بن محمَّد بن برهان - بفتح الباء - أبو الفتح البغدادي الفقيه الشافعي، الأصولي المحدث، وكان ذكياً يضرب به المثل في حل الإشكالات، ومن مصنفاته في الأصول: البسيط، الوسيط، والأوسط، والوجيز، مات سنة ٥١٨ هـ، وقيل: ٥٢٠ هـ، والأول أصح. انظر: وفيات الأعيان: ١/ ٨٨، البداية: ١٢/ ٢٠٩، طبقات ابن قاضي شهبة: ١/ ٢٧٩، طبقات ابن هداية الله: ص ٢٥٢، هدية العارفين: ٥/ ٨٢.
(٦) (كونه) تكرر في (أ).