للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذات عرق، (وقريب منه، وفيه سلامة من التباس وقع في ذات عرق) (١)؛ وذلك أن ذات عرق قرية خربت، وحوِّل بناؤها إلى جهة مكة، فليس لمن أتى من جهة العراق أن يؤخر إحرامه إلى البناء الحادث، فإنّه يكون قد جاوز الميقات غير محرم، بل يلزمه التحري، وتطلب آثار القرية القديمة، ويحرم حين ينتهي إليها، ويحازيها.

وذكر (٢) الشافعي (٣) أن من علاماتها المقابر القديمة، فإذا انتهى إليها أحرم، ويعتضد ذلك بما رواه أبو داود في سننه (٤) عن ابن عباس قال: (وقَّت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل المشرق العقيق) ولكن في إسناده يزيد بن أبي زياد (٥)، وهو غير قوي، لكن يصلح الاستشهاد (٦) به، والله أعلم.


(١) ما بين القوسين ساقط من (د)، والمثبت من (أ) و (ب).
(٢) نهاية ٢/ ٢٨/ أ.
(٣) انظر: الأم ٢/ ٢٠٢، والمجموع ٧/ ٢٠٢.
(٤) ٢/ ٣٥٥ في كتاب المناسك، باب المواقيت. كما رواه الترمذي ٣/ ١٩٤ في كتاب الحج، باب ما جاء في مواقيت الإحرام لأهل الآفاق، أحمد ١/ ٣٤٤، والبيهقي في الكبرى ٥/ ٤٢، كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد عن محمّد بن علي عن ابن عباس به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن" وتعقبه النووي في المجموع ٣/ ١٩٨ فقال: "وليس كما قال؛ فإنّه من رواية يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف باتفاق المحدثين"، ويه ضعَّفه ابن القطان كما في نصب الراية ٣/ ١٤، وذكر له علة أخرى وهي أنّه منقطع؛ لأنّ محمَّد بن زياد هذا لم يثبت له سماع من جده محمّد بن علي، ونقل عن مسلم انه قال: لا نعلم له سماع من جده، ولا أنّه لقيه. وبه ضعفه أيضاً ابن حجر في التلخيص ٢/ ٢٢٩، والألباني في الإرواء ٤/ ١٨٠.
(٥) هو الهاشمي مولاهم الكوفي، ضعيف، كبر فتغيَّر، وصار يتلقن، وكان شيعيَّاً، من الخامسة، مات سنة ١٣٦ على الصحيح. انظر: ميزان الاعتدال ٤/ ٤٢٣ - ٤٢٥، القريب ص ٦٠١.
(٦) في (أ): (للاستشهاد).