كتاب شرح مشكل الوسيط

كتاب الحج - ومن المقدمة الثانية في المواقيت - ج: 3 - ص: 328

والجِعْرَانة (١)، هي بكسر الجيم، وإسكان العين من غير تشديد على الراء (ومن أهل الحديث من نقل بكسر العين، وتشديد الراء (٢)) (٣)، والأول هو الصحيح، وهو قول الشافعي (٤)، وغيره (٥) من أهل اللغة.

وهكذا الحُدَيْبية (٦) هي عندهم بتخفيف الياء الأخيرة، وعند بعض أهل الحديث بتشديدها (٧)، والله أعلم.

أصح القولين في المعتمر إذا لم يخرج إلى الحل (٨)، أنّه تصح عمرته، ويلزمه دم (٩)، لما ذكره (١٠)، والله أعلم.

---

(١) الجعرانة هي موضع على بعد سبعة أميال من مكة، إلى جهة الطائف. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٢٧٦، معجم البلدان ٢/ ١٦٥، تهذيب الأسماء واللغات ٣/ ١/ ٥٨.
(٢) في (ب): (... كسر العين، وشدد الراء)، وانظر: المصادر السابقة، والمصباح المنير ص ١٠٢.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (د)، والمثبت من (أ).
(٤) انظر قوله في تهذيب الأسماء واللغات ٣/ ١/ ٥٨، المصباح المنير ص ١٠٢.
(٥) كالأصمعي. انظر: المصدرين السابقين.
(٦) الحديبية: هي قرية بينها وبين مكة نحو مرحلتين (تسعة أميال) إلى جهة جدة، وسمِّيت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع تحتها، وهي أبعد الحل من البيت، وفي الوقت الحاضر تقع من مكة على بعد ٢٢ كم، وقد تغيَّر اسمها إلى الشميسي. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٣٤٩، معجم البلدان ٢/ ٢٦٥، تهذيب الأسماء واللغات ٣/ ٨١، المصباح المنير ص ١٢٣، مرويات غزوة الحديبية ص ١٨ - ١٩.
(٧) وقيل: كل صواب، ومال إليه ابن حجر في الفتح ٧/ ٥٠٤، وانظر المصادر السابقة.
(٨) انظر: الوسيط ١/ ق ١٦٧/ ب.
(٩) وصححه أيضاً الرافعي والنووي. انظر: الأم ٢/ ٢٠٨، الإبانة ١/ ق ٩٣/ ب، المهذَّب ١/ ٢٧٤، حلية العلماء ٣/ ٢٧٣، فتح العزيز ٧/ ٩٧ وما بعدها، المجموع ٧/ ٢١٧، الغاية القصوى ١/ ٤٤٠.
(١٠) حيث قال: "لأنّه إساءة في الميقات فلا يمنع الاعتداد كالحج".