للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبو المعالي في "نهاية المطلب" (١) مستدلاً بامتناع مسَّ المصحف بوجهه قبل تمام وضوئه، فإنَّ هذا بعيد عجيب مخالف للمعروف (٢) ولقاعدة المذهب، وإنما امتنع مسُّ المصحف لأن شرطه تمام الطهارة في جميع بدنه، والله أعلم.

قوله في قول الخضرى: "هو غلط" (٣) يتضمن أنه ليس معدودًا وجهًا في المذهب، وأن المسألة لا خلاف فيها في المذهب، فاعرف ذلك فيه وفيما يرد عليك من أشباهه، وأيضًا فقد نُقل عن الخضرى أنه رجع عنه لمَّا عرف أنه خلاف النصِّ (٤). وهو الخضري بكسر الخاء وإسكان الضاد، وهو أبو عبد الله محمَّد بن أحمد من أئمة مرو (٥)، والله أعلم.

قوله: "إن (٦) غفل عن رفع الحدث وقصد الاغتراف" (٧) استبعد شيخه (٨) تصور هذا، فإن من ينقل الماء من الإناء فقصده الاغتراف لا غسل اليد في الماء


(١) (١/ ل ٣٨/ ب).
(٢) في (أ): المعروف.
(٣) الوسيط (١/ ٣٠٣).
(٤) نقل رجوعه الفوراني في الإبانة (ل ٢/ أ).
(٥) هو المروزي، مقدم الأصحاب الخراسانيين، والخضري نسبة إلى الخضر رجل من أجداده، عاش نيَّفًا وسبعين عامًا، وكان - رحمه الله - صاحب وجه في المذهب. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان (٤/ ٢١٥)، تهذيب الأسماء (٢/ ٢٧٦)، طبقات السبكي (٣/ ١٠٠)، طبقات الأسنوي (١/ ٤٦٩) ومرو: أشهر مدن خراسان وقصبتها، بينها ويين نيسابور سبعون فرسخًا، وهي تقع الآن في جمهورية تركمانيا، إحدى الجمهوريات السوفيتية، والنسبة إليها مروزيّ على غير قياس. انظر: معجم البلدان (٥/ ١١٢) وما بعدها، حاضر العالم الإِسلامي لجميل المصري (٢/ ٤٥٦).
(٦) في (أ): وإن.
(٧) الوسيط (١/ ٣٠٤). وبعده: فالمشهور أنه يصير مستعملا لبقاء حكم النيّة السابقة.
(٨) أي إمام الحرمين، وانظر نهاية المطلب (١/ ل ١٠١/ ب).