للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب" (١) من أن صاحب "التقريب". (٢) نقل القولين على الإرسال، وطردهما (٣) في ليلة المزدلفة ممتنع؛ لأنه يجوز الخروج منها بعد انتصاف الليل، مع أنهم لا يصلون إليها إلا بعد غيبوبة الشفق (٤) غالباً، ومن انتهى إليها كذلك وخرج بعد انتصاف الليل لم يكن بائتاً بها في معظم الليل، ولم يكن بها أيضاً قبل طلوع الفجر (٥)، فلا يتجه فيها إذاً إلا اعتبار الكون بها حالة انتصاف الليل.

قلت: أمَّا ما ذكره من تخصيص القولين بليالي منى دون ليلة مزدلفة، فهو كذلك، وإطلاق من أطلقهما محمول على ذلك من غير شك، والأظهر عند الأصحاب القول باعتبار المعظم (٦).

وأمَّا ما ذكره من أنه لا يتجه في ليلة المزدلفة إلا اعتبار الكون بها عند منتصف الليل، فكلامه فيه كلام من لم يكن عنده فيه نقل عن صاحب


(١) ٢/ ق ٢٣٨.
(٢) صاحب التقريب هو أبو الحسن القاسم بن أبي بكر محمَّد بن أحمد القفَّال الشاشي - ابن الإمام القفَّال الكبير المشهور - كان إماماً جليلاً، حافظ، برع في حياة أبيه، ومن مصنفاته التقريب المذكور، مات في حدود سنة ٤٠٠ هـ. انظر: تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢٧٨، طبقات الأسنوي ١/ ١٤٥، طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ١٧٨.
(٣) في (أ): (طرده).
(٤) الشفق: هو الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة، فإذا ذهب، قيل: غاب الشفق. انظر: الزاهر ص: ٥٥، النظم المستعذب ١/ ٧٨، المصباح المنير ص ٣١٨.
(٥) في (ب): (الشمس).
(٦) وصححه أيضاً الرافعي والنووي. انظر: نهاية المطلب ٢/ ق ٢٣٨، البسيط ١/ ق ٢٦٢، فتح العزيز ٧/ ٣٨٧ وما بعدها، المجموع ٨/ ٢٤٧, الروضة ٢/ ٣٨٥، كفاية الأخيار ص ٣١٠، مغني المحتاج ١/ ٥٠٥.