للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما ما حكاه عن عائشة - رضي الله عنها - فإنما ذلك لأمر آخر خارج عن هذا الحكم، وهو إظهار ما دار بينه، وبين زيد (١) مولاه وعتابه عليه، إذ الوارد في الرواية الصحيحة عن عائشة، أنها قالت: لو كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، كاتماً من الوحي لكتم هذه الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} الآية (٢). والله أعلم.

اختلف الأصحاب، في أن المنكوحات في حقه - صلى الله عليه وسلم -، هل كنَّ بمنزلة السراري في حقنا؟ فمن جعلهنَّ كالسراري قال (٣): كان ينعقد نكاحه بغير وليٍّ ولا (٤) شهود، وفي حالة الإحرام، وبلفظ الهبة من الجانبين، ولا ينحصر عددهن في مبلغ، ولا يجب عليه القسم بينهنَّ (٥). والله أعلم.

أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أمهات المؤمنين في التحريم، والتكريم، ولا يتعدى ذلك إلى باقي أحكام الأمومة، وأثارها، من (٦) تجويز الخلوة، والنظر،


(١) هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب، أبو أسامة الكلبي الهاشمي مولاهم، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحبه من أول الناس إسلاماً وهاجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد واستشهد في غزوة مؤتة سنة ٨ هـ, - رضي الله عنه - انظر: تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٢٠٢، الإصابة ١/ ٥٦٥ وما بعدها، التقريب ص ٢٢٢.
(٢) سورة الأحزاب الآية ٣٧، والحديث رواه مسلم ٣/ ١٠ مع النووي في كتاب الإيمان, باب معنى قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} من حديثها.
ورواه البخاري ٣/ ٤١٥ مع الفتح في كتاب التوحيد باب: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} وهو رب العرش العظيم، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٣) في (د) (وإن) بدل (قال) وهو تحريف.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) انظر: التلخيص ص ٤٧٤ - ٤٧٧، اللباب ص ٣٠٠، الحاوي ٩/ ٢٢ - ٢٥، الروضة ٥/ ٣٥٤. الخصائص الكبرى ٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩، ٣٠٢ - ٣٠٣.
(٦) في (د) (في).