للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والحديث الذي ذكره (١) ضعيف (لا أصل له أصلاً (٢) واحتجاجه بظهور المُرد بين الناس مكشوفين من) (٣) غير تنقيب، غير صحيح؛ لأن سبب ذلك أنهم (٤) لو منعوا (من ذلك لأضرَّ بهم إضراراً عظيماً؛ لكونهم من نوع الذكور المجبولين على أحوالٍ تنافي ذلك) (٥) ولو ضرب عليهم الحجاب إلى أن يلتحوا، لفاتهم من تعلم الصنائع، والتحرج من (٦) وجوه المصالح، وأسباب المنافع، وغير ذلك مما يتعذر عليهم تلافيه فكان تمكينهم من ذلك وإيحاب الغض على من يخاف الافتتان بهم متعيناً لما في ذلك من رعاية الجانبين.


(١) قال في الوسيط ٣/ ق ٣/ ب " ... والثاني: الحل لما روي أن قوماً وفدوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيهم غلام حسن فأجلسه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه, وقال: ألا أخاف على نفسي ما أصاب أخي داود .. إلخ".
(٢) قال ابن الملقن في تذكرة الأحبار (ق ١٩٤/ ب) وابن حجر في التلخيص ٣/ ١٤٨، رواه ابن شاهين في "الأفراد" بإسناد مجهول إلى أبي أسامة حماد بن أبي أسامة عن مجالد، عن الشعبي، قال: فذكره. ثم قالا: ذكره ابن القطان في "أحكام النظر" وقال: هذا حديث ضعيف، فإن من دون أبي أسامة لا يعرف، ومجالد ضعيف وهو مع ذلك مرسل، وقال بعض شيوخنا الحفاظ: هذا حديث موضوع لا أصل له، وما ذكر عن داود عليه السلام - معاذ الله - أن يكون من كلام رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولم يحصل من داود شيء من ذلك، وما يتوهمه العامة، وينقله بعض المفسرين من القصاص كذب ... إلخ.
وزاد ابن حجر فقال: "ورواه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم في نسخته ومن طريقه أبو موسى في "الترهيب" وإسناده واه" أهـ.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (د).
(٤) في (د) (لأنهم).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (د).
(٦) في (أ) (في).