للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لديننا بذكر السوء؟ (١) فيه وجهان (٢): هذا نقل شيخه وهو الصواب، وقد راجعت غير واحد من كتب العراقيين, منها: "تعليق" الشيخ أبي حامد الأسفرايني، و"الشامل" (٣)، لابن الصباغ، و"الشافي" للجرجاني (٤)، فإذا فيها القطع منهم باشتراط ذكر الاستسلام في العقد.

قوله: "فيما إذا قال: أقرُّكم ما شئت أنا أنه أولى بالجواز، إذ نقل عنه - صلى الله عليه وسلم - انه قال: (أقركم ما أقركم الله) إلا أن ذلك كان في انتظار الوحي، ولا يتصور الآن" (٥) يعني أنّ معنى (٦) ذلك، أقركم إلا أن يوحي إليّ (٧) نسخ ذلك ولا يتصور مثل هذا بعده - صلى الله عليه وسلم -، فليس ذلك إذاً من قبيل التأقيت بمشيئة الإِمام.

قلت (٨): هذا وإن كان ثابتاً بهذا اللفظ في صحيح البخاري (٩) (١٠) فقد ثبت في


(١) في (ب) (السبق).
(٢) أصحهما: لا يجب. انظر: الروضة ٧/ ٤٨٨ ومغني المحتاج ٤/ ٢٤٣ ونهاية المحتاج ٨/ ٨٦.
(٣) ٦/ ق ٢٥/ أ.
(٤) هو أحمد بن محمَّد بن أحمد أبو العباس الجرجاني، قاضي البصرة، وشيخ الشافعية بها تفقه على أبي إسحاق الشيرازي له مصنفات كثيرة منها: الشافي، وكتاب التحرير، والبلغة، وغيرها مات راجعا من أصبهان إلى البصرة سنة ٤٨٢ هـ انظر: طبقات السبكي ٣/ ٣١، طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ٢٦٠، طبقات ابن هداية الله ص ٢٣٩.
(٥) الوسيط ٣/ ق ١٨٣/ ب.
(٦) ساقط من (أ).
(٧) في (د): (لك).
(٨) في (أ) (قال شيخنا - رضي الله عنه -) وفي (ب) (قال الشارح - رضي الله عنه -).
(٩) ٥/ ٣٨٥ في كتاب الشروط، باب إذا اشترط في المزارَعَةِ "إذا شئت أخرجتك" و٦/ ٣١٢ في كتاب الجزية، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب من حديث ابن عمر قال: (لما فَدَعَ أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيباً فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاَمَلَ يهودَ خيبر على أموالهم، وقال: نقركم على ما أقركم الله ...) الحديث.
(١٠) نهاية ٢/ ق ١٢١/ أ.