للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المخالف (١)؛ إذ فيها أنه قال: (قلنا: يا رسول الله ننحر الناقة ونذبح (٢) البقرة، أو (٣) الشاة [فنجد] (٤) في بطنها الجنين أنلقيه (٥) أم نأكله؟ فقال: كلوه إن شئتم، فإن ذكاته ذكاة أمه)، والله أعلم.

قوله في كسب الحجّام: (فقد (٦) نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فروجع مرارا) (٧)، هذا حديث محيّصة بن مسعود الأنصاري (٨) الذي رويناه من حديث الشافعي عن


(١) وهم الحنفية حيث قالوا: إن المراد بالحديث التشبيه لا النيابة، أي ذكاة الجنين كذكاة أمه، ولهذا ذكر الجنين أولاً، ولو كان المراد النيابة لذكر النائب أولاً دون المنوب عنه، ومثل هذا يذكر في التشبيه، يقال: فلان شبه أبيه، وحظ فلان حظ أبيه، والمراد التشبيه.
وقالوا: ويصح هذا التأويل في الرواية بالنصب، يعني أن هذا الحديث روى بنصب ذكاة الثانية أيضاً كما روي بالرفع، وهي توجب ابتداء الذكاة فيه إذا خرج، ولا يكتفي بذكاة أمه، ولهم تأويلات غير هذا حتى قالوا في قوله - صلى الله عليه وسلم - (كلوه إن شئتم) أي اذبحوه وكلوه. انظر: المبسوط: ١٢/ ٦ - ٨، حاشية السعدي أفندي على تكملة فتح القدير: ٩/ ٤٩٨.
(٢) في (أ): (تذبح).
(٣) في (ب): (الواو) , وكذا في السنن.
(٤) ما بين المعقوفتين من سنن أبي داود ليتم المعنى.
(٥) في (أ): (أتكفيه)، وهو تصحيف.
(٦) في (د): (فهي)، وهو خطأ.
(٧) الوسيط: ٣/ ق ١٩٩/ ب.
(٨) هو محيّصة بن مسعود بن كعب بن عامر، أبو سعد الأنصاري الأوسي الحارثي المدني، صحابي مشهور، أسلم قبل الهجرة، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإِسلام، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها، وهو أخو حويّصة، وهو أصغر منه، وأسلم على يده أخوه حويّصة، وروى عنه ابنه سعد وابن ابنه حرام بن سعد. انظر: الاستيعاب: ٣/ ٤٩٨ - ٥٠١، تهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٨٥، الإصابة: ١/ ٣٦٣، ٣/ ٣٨٨.