للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحكى ذلك عن أبي حنيفة (١) ومالك (٢) وغيرهما، وحكي عن ابن عباس (٣) وابن عمر (٤) وغيرهما (٥) أن "الخير" فيها هو الاكتساب خاصة، وحكي عن الحسن البصري وسفيان الثوري (٦) أنهما قالا: هو الأمانة والدين خاصة، ومذهب الشافعي فيه هو الأقوى (٧)، والله أعلم.

قوله: "العتق يحصل بالإبراء والاعتياض" (٨).

هذا إخبار منه لجواز الاستبدال عن نجوم الكتابة، وهو اعتياض يجري بين السيد والعبد (٩) وفيه وجهان على القول الصحيح بأن بيع النجوم من الغير


(١) لم أجد هذا عنه في كتب المذهب وغيرها، وجاء في كتب المذهب غير منسوب لأحد، أن المراد بـ "الخير" هو ألا يضر بالمسلمين، وقبل: الوفاء وأداء الأمانة والصلاح، وقيل: المال. انظر: تكملة فتح القدير: ٩/ ١٥٦، والبحر الرائق: ٨/ ٤٥، وحاشية رد المختار: ٦/ ٩٩.
(٢) هذا ما حكاه عنه ابن جرير الطبري في تفسيره، وقال ابن عبد البر في الكافي "والخير المذكور فيها هو المال عند مالك وأصحابه، وقد قيل: الخير ههنا الأمانة والقوة على الأداء". انظر: تفسير ابن جرير: ١٠/ ١٢٨، والكافي: ٢/ ٩٨٧، والذخيرة: ١١/ ٢٤٧.
(٣) روى عنه ابن جرير في تفسيره: ١٠/ ١٢٨، والبيهقي في الكبرى: ١٠/ ٥٣٦، والصغير: ٢/ ٥٤٣.
(٤) روى عنه ابن جرير والبيهقي. انظر: المصادر السابقة.
(٥) روي ذلك عن مكحول أيضاً. انظر: السنن الكبرى للبيهقي: ١٠/ ٥٣٧.
(٦) انظر قول الحسن والثوري في تفسير ابن جرير: ١٠/ ١٢٨ - ١٢٩، والسنن الكبرى: ١٠/ ٥٣٧.
(٧) وهو ما رجحه ابن جرير في تفسيره: ١٠/ ١٢٩ حيث قال: "وأولى هذه الأقوال في معنى ذلك عندي قول من قال: معناه: فكاتبوهم إن علمتم فيهم قوة على الاحتراف والاكتساب والوفاء بما أوجب على نفسه وألزمها".
(٨) الوسيط: ٣/ ق ٢٦١/ أ، وتمامه " ... تغليبا لحكم المعاوضة، لكن في صحيح الكتابة".
(٩) كأن تكون النجوم دنانير، فيعطي بدلها دراهم. انظر: مغني المحتاج: ٤/ ٥٣٧.