للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: "لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) (١) هذا ثابت من حديث أبى هريرة، متفق على صحته (٢)، والخلوف: تغير رائحة الفم، وهو بضم الخاء لا غير (٣)، وكثير من المحدثين يفتحون الخاء، وهو غلط، والمعنى يفسد به، فإن الخلوف بفتح الخاء هو الشخص الذي يكثر خلفه في وعده، ذكر ذلك الإِمام أبو سليمان الخطابي - رحمه الله - (٤).

قوله (٥) (أطيب عند الله من ريح المسك) أي أفضل عند الله، وأقرب إلى رضاه، وأرجح في الميزان من ريح المسك، الذي يستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلباً لرضا الله تبارك وتعالى، حيث يؤمر بمجانبة الرائحة الكريهة، وملابسة (٦) الرائحة الطيبة كما في المساجد، وفي الصلوات وغيرها (٧)، والله أعلم.


(١) الوسيط ١/ ٣٧٨. وقبله: ولا يكره إلا بعد الزوال للصائم لقوله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث.
(٢) انظر: صحيح البخاري - مع الفتح - كتاب الصوم باب فضل الصوم ٤/ ١٢٥ رقم (١٨٩٤)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب الصيام، باب فضل الصيام ٨/ ٣٠ - ٣١.
(٣) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٦٧، مختار الصحاح ص: ١٨٦، المصباح المنير ص: ٦٨.
(٤) العلامة الحافظ اللغوي أبو سليمان حمد بن محمَّد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي، ويقال اسمه: أحمد، وصوب الذهبي الأول، أحد المشاهير الأعيان، صاحب المصنفات الجليلة منها: معالم السنن، شرح البخاري، غريب الحديث، العزلة، إصلاح غلط المحدثين، بيان إعجاز القرآن، وغيرها، توفي سنة ٣٨٨ هـ. انظر ترجمته في: السير ١٧/ ٢٣، طبقات السبكي ٣/ ٢٨٢، البداية والنهاية ١١/ ٤٣٦، طبقات الحفاظ ص: ٤٠٣.
وانظر قوله في إصلاح الأخطاء الحديثيَّة التي يرويها أكثر الناس محرَّفة أو ملحونة (إصلاح غلظ المحدثين) ص: ٥٤ - ٥٥.
(٥) في (أ): وقوله.
(٦) في (أ): وملابس.
(٧) انظر: شرح النووي على مسلم ٨/ ٣٠، المطلب العالي ٢/ ل ١٠/ ب، فتح الباري ٤/ ١٢٧.