للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذكر في المستحاضة أنها تتلجم وتستثفر (١). فالتلجم كيفيته: أن تأخذ أولًا تكة (٢) أو نحوها، فتشدُّها في وسطها، ثم تأخذ خرقة عريضة مشقوقة الرأسين، فتشد أحد رأسيها في التكة من مقدمها وعند سرتها، وتمد الخرقة بين إليتيها وعلى فرجها، وتعقد رأسها الآخر من ورائها في التكة المشدودة في وسطها (٣). وهذا التلجم هو الاستثفار ههنا فيما ذكره صاحب "الشامل" (٤)، وغيره (٥). وهو كما قال، غير أن لهما معنيين مختلفين، وقد اجتمعا في هذا الأمر الواحد، فذلك تلجُّم لما فيه من مشابهة اللجام (٦)، وهو أيضاً استثفار لما فيه من مشابهة ثَفَر الدابة بفتح الثاء المثلثة (٧) والفاء وهو الذي يكون تحت ذنبها (٨)، وفي ذلك تسمية لتلك الخرقة لجاماً وثفراً لمشابهتها إياهما (٩)، والله أعلم.

قوله: "لو انقطع بعد الوضوء ساعة" (١٠) هذا الانقطاع غير انقطاع الشفاء الذي ذكره قبله (١١)، فهذا انقطاع عاد بعده الدم، وذلك انقطاع لم يعد بعده الدم.


(١) انظر: الوسيط ١/ ٤٧٥.
(٢) التَّكة بالكسر: رباط السراويل. انظر: القاموس المحيط ٣/ ٤٠٤.
(٣) انظر: المجموع ٢/ ٥٣٤، نهاية المحتاج ١/ ٣٣٤.
(٤) نقله ابن الرفعة في المطلب العالي ٢/ ل ٢٠٠/ ب عن ابن الصلاح.
(٥) كذا ذكره الأزهري في الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ص: ٥٠، وراجع فتح العزيز ٢/ ٤٣٨.
(٦) اللجام فارسي معرب: وهو ما يوضع في فم الدابة. انظر: الصحاح ٣/ ١١٤٢، القاموس المحيط ٤/ ١٤٦.
(٧) سقط من (أ) و (ب).
(٨) انظر: الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ص: ٥٠، النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٢١٤.
(٩) في (أ): لمشابهتهما إياها.
(١٠) الوسيط ١/ ٤٧٦. وبعده: تتسع لوضوء وصلاة فلم تصل يلزمها استئناف الوضوء السابق .... إلخ
(١١) قال الغزالي: "فرع: إذا شفيت قبل الشروع في الصلاة لزمها استئناف الوضوء". الوسيط ١/ ٤٧٥.