للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصف الترتيل في الأذان والإدراج فروي فيه حديث لا يصح؛ وهو ما رويناه من حديث جابر وأبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال: (إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم) (١). ورويناه موقوفاً من كتاب أبي عبيد في "غريب الحديث" (٢) بإسناده عن أبي الزبير مؤذن بيت المقدس (٣) أن عمر بن الخطّاب قال له ذلك. قال أبو عبيد: "قال الأصمعي: الحذم: الحدر في الإقامة، وقطع التطويل" (٤). قلت: هو الحذم بالحاء المهملة والذال المعجمة (من قاله الجذم بالجيم أو بالخاء المعجمة) (٥) فلم يصب في روايته (٦)؛ أخبرت بقراءتي في كتاب "مجمع الغرائب" عن جامعه أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي (٧) قال عند ذكره هذا


(١) رواه الترمذي في جامعه عن جابر أبواب الصلاة، باب ما جاء في الترسل في الأذان ١/ ٣٧٣ رقم (١٩٥) وفي آخره: "وإذا أقمت فاحدر". قال الترمذي: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث عبد المنعم، وهو إسناد مجهول". وكذا عند الحاكم في المستدرك ١/ ٢٠٤، ورواه الدارقطني في سننه ١/ ٢٣٨ عن عمر بلفظ ... وإذا أقمت فاحذم. ورواه عن جابر وأبي هريرة البيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة ١/ ٦٢٨ - ٦٢٩ رقم (٢٠٠٨، ٢٠٠٩). قال الحافظ ابن حجر: "وضعفوه إلا الحاكم فقال: ليس في إسناده مطعون غير عمرو بن فائد" التلخيص الحبير ٣/ ١٦٥.
(٢) انظره ٢/ ٢٤. ورواه البيهقي بسنده عن أبي عبيد في الموضع السابق من السنن الكبرى برقم (٢٠١١).
(٣) قال النووي: "لا يعرف اسمه". ونقل ذلك عن أبي أحمد الحاكم وغيره. انظر: تهذيب الأسماء ٢/ ٢٣٢، المجموع ٣/ ١١٠.
(٤) غريب الحديث ٢/ ٢٤.
(٥) ما بين القوسين زيادة من (أ) و (ب). غير أن في (ب): من قال ... إلخ.
(٦) انظر: غريب الحديث لأبي عبيد الموضع السابق.
(٧) هو عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ثم النيسابوري أبو الحسن، الحافظ البارع، تفقه بإمام الحرمين، وبرع في المذهب، من تصانيفه: مجمع الغرائب وهو في غريب الحديث، السياق لتاريخ نيسابور، المفهم لشرح مسلم، توفي سنة ٥٢٩ هـ. انظر ترجمته في: السير ٢٠/ ١٦، طبقات السبكي ٧/ ١٧١، طبقات الأسنوي ٢/ ٢٧٥.