للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم من رفعه عنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمشهور وقفه على عمر - رضي الله عنه - (١). ثم إنّه لا يقدح في القول بالعين صحة صلاة (٢) الصف الطويل كما ذكره؛ لأنّه كلما بعدت المسافة كثر المحاذي للعين حقيقة (٣)، ألا ترى أن النار المشتعلة على رأس جبل يقف من لا يحصى من الخلق في محاذاتها بحيث يكون كل واحد منهم محاذياً لعينها حتى لو مدَّ من موضعه خيطاً إليها لاتصل الخيط بها نفسها (٤)، ولأنّه إن خرج بعضهم عن مسامتة (٥) عينها حقيقة فهو غير متعين فلا يحكم على أحد متهم ببطلان صلاته لذلك، كما لو صلّى أربع (٦) إلى (٧) أربع جهات بأربع اجتهادات (٨). ثم إنا لو سلكنا طريقة من يفسر استقبال (٩) عينها بما يعد استقبالًا لعينها اسماً لا حقيقة، واكتفينا بذلك، لكنا مكتفين بأصل اسم (١٠) الاستقبال


(١) انظر: السنن الكبرى الموضع السابق. ورواه الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه أحمد شاكر في تحقيقه لجامع الترمذي. انظر: جامع الترمذي أبواب الصلاة، باب ما جاء أن ما بين المشرق والمغرب قبلة ٢/ ١٧٣ رقم (٣٤٤)، وأخرجه كذلك ابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب القبلة ١/ ٣٢٣ رقم (١٠١١).
(٢) في (أ) و (ب): صلوات.
(٣) سقط من (ب).
(٤) في (أ): بنفسها.
(٥) سامته مسامتة بمعنى قابله ووازاه. انظر: المصباح المنير ص: ١٠٩.
(٦) في (د): أربعة، والمثبت من (أ).
(٧) أربع إلى: سقط من (ب).
(٨) في هذه المسألة - لو صلّى أربع صلوات إلى أربع جهات بأربع اجتهادات - قال الغزالي: "فالنص أنّه لا قضاء قولًا واحداً؛ لأن الخطأ لم يتعين". الوسيط ٢/ ٥٨٩.
(٩) في (ب): استقبال القبلة. والقبلة هنا كأنّها مقحمة.
(١٠) في (ب): باسم، بدلًا عن (بأصل اسم).