للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخفي" (١). وذكر غيره نحو ذلك (٢). والظاهر من كلام المصنف أنه أراد بها صوتاً فيه اختلاط، وارتفاع، وفي ذلك زيادة على معناها الذي وجدناه عن أهل اللغة، والله أعلم.

حديث إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين (٣). حديث متفق على صحته (٤). ولكن قول صاحب الكتاب فيه ههنا، وفي "البسيط" (٥) أيضاً "غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" غير صحيح منه قوله "وما تأخر" (٦)، والله أعلم.


(١) قوله: (وقال أبو عبيد ... الخفي) سقط من (ب).
(٢) كالزمخشري في الفائق ٤/ ١١٥ - ١١٦، وابن الجوزي في غريب الحديث ٢/ ٥٠٢، وابن منظور في لسان العرب ١٥/ ١٤٨.
(٣) الوسيط ٢/ ٦١٥. حيث قال الغزالي: "ثم المستحب أن يؤمِّن مع تأمين الإمام لا قبله، ولا بعده؛ لأنه يؤمِّن لقراءته لا لتأمينه، وقد روي عنه - عليه السلام - أنه قال: إذا قال الإمام ... الحديث".
(٤) انظر: صحيح البخاري - مع الفتح - كتاب الأذان، باب جهر المأموم بالتأمين ٢/ ٣١١ رقم (٧٨٢)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين ٤/ ١٢٨ - ١٢٩ بلفظ: إذا أمَّن الإمام فأمنوا ... الحديث، وفي رواية: (إذا قال القارئ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقال من خلفه: آمين ... الحديث".
(٥) ١/ ل ١٠١/ ب.
(٦) قال النووي في التنقيح ل ١٠٥/ ب: "فإن قوله: "وما تأخر" زيادة باطلة، لا ذكر لها في الحديث، ولم يذكرها إمام الحرمين". أهـ وقال الحافظ ابن حجر: "ذكر الغزالي في الوسيط، وفي الوجيز زيادة "ما تقدم من ذنبه وما تأخر" قال ابن الصلاح: وهي زيادة ليست بصحيحة. وليس كما قال، كما بينته في طرق الأحاديث الواردة في ذلك". أهـ التلخيص الحبير ٣/ ٣٥٢. لكن الحافظ نفسه نصَّ في فتح الباري ٢/ ٣١٠ على أنها شاذة حيث قال: "وقع في أمالي الجرجاني .. في آخر هذا الحديث (وما تأخر) وهي زيادة شاذة".