للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب "الشامل" (١)، وحكى عن أحمد ما ذكرناه، وجعله مسألة خلاف، واحتج بحديث ضعيف، وبأنه زيادة حمد. وهذا غير مرضي. ثم إن معنى قوله "وبحمده" عند بعضهم: وبحمده ابتدئ، وقيل معناه: بحمدٍ (٢) سبحتك وهذا أشهر. قلت: وعلى هذا فقوله "بحمده (٣) " حال، والتقدير فيه: وحامداً سبحته (٤)، والباء بمعنى مع (٥)، والله أعلم.

قوله: "وروى أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم لك ركعت ... إلى آخره" (٦) هذا حديث ثابت، لكن من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخرجه مسلم في "صحيحه" عنه (٧)، ولكن (٨) دون قوله "أنت ربي" ودون قوله "وما استقلت به قدمي لله ربِّ العالمين" وهما في رواية الشافعي (٩). وأما من حديث أبي هريرة: فقد رواه الشافعي (١٠) عن


(١) انظر النقل عنه في: التنقيح ل ١٠٦/ ب.
(٢) في (ب): وبحمدك.
(٣) في (أ): وبحمده.
(٤) في (أ): سبحتك.
(٥) راجع: المجموع ٣/ ٤١٥، المطلب العالي ٣/ ل ٢٩٧/ ب.
(٦) الوسيط ٢/ ٦٢٠. وتمام الحديث عند الغزالي: ... وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، خشع سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي، وما استقلت به قدمي لله ربَّ العالمين. أهـ
(٧) انظره - مع النووي - كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة - صلى الله عليه وسلم - ودعائه في الليل ٦/ ٥٧.
(٨) سقط من (أ).
(٩) في (أ): للشافعي. وانظر مسنده ص: ٣٦٨.
(١٠) قوله: (وأما حديث ... الشافعي) سقط من (ب).