للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القنوت في صلاة الصبح؟ فقلت له: إن الشافعي - رضي الله عنه - قال: إذا صحَّ الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) فاتركوا قولي، وخذوا بحديث (٢) النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن ذلك قولي. فهذا أيضاً قول الشافعي، وشرعت معه في شرح الحديث، وهو يصغى إليَّ (إلى) (٣) أن تبسَّم في وجهي"، أو كما قال (٤)، والله أعلم.

قوله: "ثم كلماته مشهورة، وهي متعينة ككلمات التشهد" (٥) هكذا ذكر (٦) ذلك شيخه (٧) معيناً قوله: اللهم اهدنى فيمن هديت ... إلى آخره. وهذا شذوذ مردود مخالف لجمهور الأصحاب (٨)، بل مخالف لجماهير العلماء، فقد حكى القاضي أبو الفضل السبتي المالكي (٩) اتفاقهم على أنه لا يتعين في القنوت دعاء


(١) في (أ): زيادة بعد - صلى الله عليه وسلم -: (وهو يصغى إليَّ).
(٢) في (ب): يقول.
(٣) زيادة من (أ) و (ب).
(٤) انظر هذه الحكاية في: طبقات السبكي ٦/ ١٣٩.
(٥) الوسيط ٢/ ٦٢٢ - ٦٢٣.
(٦) في (ب): ذكره.
(٧) انظر نهاية المطلب ٢/ ل ٥٦/ أ.
(٨) انظر: الحاوي ٢/ ١٥٣، التعليقة للقاضي حسين ٢/ ٧٩٩، التهذيب ص: ٤٩٣، فتح العزيز ٣/ ٤٣٦.
(٩) هو القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي السبتي المالكي، إمام، بارع، متفنن، متمكن في علم الحديث، والفقه، والأصول، والعربية، وغيرها، صاحب المصنفات البديعة، والتي منها: الشفا في شرف المصطفى، ترتيب المدارك وتقريب المسالك، الإكمال في شرح صحيح مسلم، شرح حديث أم زرع، توفي سنة ٥٤٤ هـ. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/ ٤٨٣، البداية والنهاية ١٢/ ٢٤١، الديباج المذهب ٢/ ٤٦. لم أقف على قوله هذا فيما بين يدي من كتبه، وانظر النقل عنه في التنقيح ل ١٠٧/ ب.