للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله فيما (١) إذا وجد بعض الميِّت: "قال أبو حنيفة: لا يصلى عليه إلا إذا وجد النصف الأكبر" (٢) معناه: إلا إذا وجد أكثر من النصف، وذلك يصحُّ على أن يجعل النصف ههنا عبارة عن أحد قسمي الشيء، وإن لم يستويا، وقد جاء ذلك (٣) في قول الشاعر (٤):

إذا متُّ كان الناس نصفان ... شامت وآخر مثن بالذي كنت أصنع

والله أعلم.

قوله في السقط: "صرخ واستهلَّ" (٥) تأكيد، والاستهلال رفع الصوت (٦)، وكأنَّ الصراخ نوع منه، وهو ما كان فيه انزعاج (٧)، والله أعلم.

الأقوال المذكورة في السقط الذي بلغ الحدَّ الذي ينفخ فيه الروح (٨) وعلامة ذلك التخطيط أصحها: أنه يغسل ولا يصلَّى عليه (٩)، والله أعلم.


(١) في (ب): وفيما.
(٢) الوسيط ٢/ ٨١٢. وراجع قول أبي حنيفة في بدائع الصنائع ١/ ٣١٦.
(٣) سقط من (أ).
(٤) هو العجير بن عبد الله السلولي، وهو شاعر إسلامي يحتجُّ بشعره. انظر: الدرر اللوامع على همع الهوامع لأحمد بن الأمين الشنقيطي ١/ ٤٦، معجم الشواهد العربيَّة لعبد السلام هارون ١/ ٢١٧.
(٥) الوسيط ٢/ ٨١٢ حيث قال: "السقط إن صرخ واستهلَّ فهو كالكبير، وإن لم يظهر عليه التخطيط فيوارى في خرقة، ولا يغسَّل ولا يصلى عليه؛ لأنه لم يتحقق موته".
(٦) انظر: غريب الحديث لأبي عبيد ١/ ١٧٢، الصحاح ٥/ ١٨٥٢، النهاية في غريب الحديث والأثر ٥/ ٢٧١.
(٧) انظر: لسان العرب ٧/ ٣١٨.
(٨) في (د): فيه الروح فيه، و (فيه) هنا مقحمة، والمثبت من (أ) و (ب). وقال الغزالي في السقط: "وإن ظهر شكل الآدمي ففيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه كالكبير استدلالاً بالشكل على الروح. والثاني: لا يغسل ولا يصلى عليه؛ لأنه لم تتحقق حياته. الثالث: أنه يغسل ولا يصلَّى عليه". أهـ الوسيط ٢/ ٨١٢.
(٩) انظر: الأم ١/ ٤٥٥، فتح العزيز ٥/ ١٤٧ - ١٤٨، المجموع ٥/ ٢٥٦.