للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الدارَين, وعافنا من كل خطأ وحرمان, وأعذنا من كل شيطان وخذلان, وذلّل لنا صعوبة أمرنا, وسهّل علينا حزونته (١) , وارزقنا من الخير أكثر مما نطلب, واصرف عنا من (٢) الشرَّ أكثر مما نخاف ونحذر. بك اللهم نستفتح, وباسمك نستنجح, وبنبيَّنا (٣) محمد نتوجه ونستشفع (٤) , إنك البرُّ, الرحيم, الجواد, الكريم, آمين آمين.

فقوله - رحمه الله وإيَّانا -: "أما بعد حمد الله الذي هو فاتحة كلَّ كتاب, وخاتمة كلَّ خطاب" (٥) هذا هو على عمومه من غير تخصيص من حيث الاستحقاق, وإن لم يكن كذلك وقوعاً, أما في فاتحتها فلِما رويناه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم (٦)) وفي رواية (أقطع) وهما بمعنًى واحدٍ, أخرجه أبو داود سليمان


(١) الحزونة: الخشونة. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٣٨٠).
(٢) سقط من (ب).
(٣) في (أ):نبيُّا
(٤) التوسل إلى الله تعالى إنما يكون بصفة من صفاته أو باسم من أسمائه, أو يكون بالعمل الصالح الذي قام به الداعي, أو بدعاء رجل صالح, وماعدا هذه الأنواع الثلاثة ففيه خلاف, والذي عليه المحققون من أهل العلم أنه لا يجوز؛ لعدم الدليل الذي تقوم به الحجة على جوازه ومشروعيته, وليس مع بحوَّزيه دليل صحيح يعتد به. راجع في هذا الموضوع مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة (١/ ٢٠٢) وما بعدها, الرسالة القيمة "التوسل أنواعه وأحكامه" للألباني, جمع محمد عيد العباسي (ص ٤٦) وما بعدها.
(٥) الوسيط (١/ ٢٩٥).
(٦) أجذم: قال الخطابي: معناه المنقطع الأبتر الذي لا نظام له. معالم السنن - مع سنن أبي داود - (٥/ ١٧٢).