للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والصحيح أنه من قولها (١)، كما رواه البيهقي بإسناد صحيح (٢).

قال شيخنا: وما روي عنها أنها أتمت وصامت، فقال لها: "أحسنت" (٣) هو مما لا تقوم به حجة، فإنها لا تخالف النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دون سائر المسلمين، وقد اتفق أهل العلم بسنته على أنه لم يصلّ في السفر أربعًا، وكذلك أصحابه لم يثبت أن أحدًا منهم كان يتئم الصلاة على عهده -صلى اللَّه عليه وسلم-، واللَّه أعلم (٤).

[٦٩٢] وعن ابن عمر -رضي اللَّه عنه-، قال: "صحِبْتُ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فكان لا يزيدُ في السفر


= في حيز جهالة الحال، إذ لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان فيما أعلم. واللَّه أعلم.
وانظر: "التلخيص الحبير" (٢/ ٥٥٠)، و"مجموع الفتاوى" (٢٤ - ٨١ - ٨٢).
(١) كذا الأصل، ولعل الصواب: والصحيح أنه من فعلها.
(٢) أثر صحيح: أخرجه الدارقطني (٣/ ١٤٣) من طريق وهب بن جرير حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي اللَّه عنها- أنها كانت تصلي في السفر أربعًا، فقلت لها: لو صلّيتِ ركعتين؟ فقالت: يا ابن أختي إنه لا يشق عليّ. وهذا إسناد صحيح على شرطهما.
(٣) حديث منكر: أخرجه الدارقطني (٢/ ١٨٨) والبيهقي (٣/ ١٤٢) من طريق محمد بن يوسف الفريابي حدثنا العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: خرجت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في عمرة رمضان فأفطر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصمتُ وقصر وأتممتُ، فقلت: يا رسول اللَّه بأبي وأمي، أفطرتَ وصمتُ، وقصرتَ وأتممتُ. فقال: "أحسنتِ يا عائشة".
وقال الدارقطني: "إسناد حسن".
وقد خولف محمد بن يوسف فيه، فرواه أبو نعيم عن علاء بن زهير حدثني عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة بنحوه، ليس فيه "عن أبيه". أخرجه من طريق أبي نعيم البيهقي (٣/ ١٤٢) وقال أبو بكر النيسابوري: "هكذا قال أبو نعيم: عن عبد الرحمن عن عائشة، ومن قال: عن أبيه، في الحديث فقد أخطأ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه في "مجموع الفتاوى" (٢٤/ ٨٢): "والصواب ما قاله أبو بكر، وهو أن هذا الحديث غير متصل".
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (٢/ ٤٨): "هذا حديث منكر".
(٤) راجع: "مجموع الفتاوى" (٢٢/ ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>