للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المراد جنس كتب الله تعالى، ليكون صالحا للتوراة والإنجيل والزبور التي أوتيها من تقدّم ذكره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فاللام فيه عهدية جنسية.

وكذلك قوله تعالى (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) [سورة البقرة ١٧٧].

قال الزمخشري: " أي جنس كتب الله (١) " المنزلة، وتصير هذه الألف واللام عهدية جنسية استغراقية

قال: " واللام على أقسام:

أحدها: جنسية فقط، كقولك: الرجل خير من المرأة، أي حقيقة الرجولية خير من حقيقة الأنوثة (٢).

الثان ي: عهدية عهدا خارجيا كالرجل لمعين.

الثالث: عهدية ذهنا.

ونعني بالخارجي ما كان السامع يعرفه، وبالذهني ما انفرد المتكلم بمعرفته، وإلا فالعهد لا يكون إلا في الذهن.

الرابع: عهدية جنسية، كقولك: أكرم الرجل، تريد جنس الحجازي في جواب من قال: حضر حجازي.

الخامس: كذلك وهو معهود ذهني، لا خارجي كالمثال المذكور، حيث لم يكن في جواب.

السادس: استغراقية جنسية مثل الرجل الجاهل خير من المرأة.

السابع: استغراقية جنسية عهدية كالمثال المذكور مريدا به الحجازي.

الثامن: كذلك، والمعهود ذهني.

التاسع: جنسية، ولكن يريد جملة ذلك الجنس، لا باعتبار العموم، ليفيد علم الأفراد والمجموع معاً، فإن المجموع في الإثبات يستلزم الأفراد، بل يكون المدلول الحقيقة كلها، وهو بمعنى العموم المجموعي.

وينبغي أن يجعل منه قوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة (٣)) [سورة الرعد ٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>