للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشريف: محصول ما ذكره أن تكرير (أولئك) أفاد اختصاصهم بكل واحد منهما على حدة، فيكون كل منهما مميزا لهم عمن عداهم، ولولاه لربما فهم اختصاصهم بالمجموع، فيكون هو المميز، لا كل واحد (١).

قوله: (من الأثرتين) بفتح الهمزة والمثلثة، أي الاختصاصين.

قوله: (ووسط العاطف لاختلاف مفهوم الجملتين) إلى آخره.

قال الشريف: يعني أن (على هدى) و (المفلحون) مع كونهما متناسبتين معنيان مختلفان مفهوما ووجودا؛ فإن الهدى في الدنيا، والفلاح في العقبى، وإثبات كل منهما أمر مقصود في نفسه، والجملتان المشتملتان عليهما المتحدتان في المخبر عنه واقعتان بين كمالي الاتصال، والانفصال، فلذلك أدخل العاطف بينهما.

وأما (كالأنعام) و (الغافلون) فهما وإن اختلفا مفهوما فقد اتحدا مقصودا؛ إذ لا معنى للتشبيه بالأنعام إلا المبالغة في الغفلة، فالجملة الثانية هاهنا (٢) المشاركة للأولى في المحكوم عليه مؤكدة لها، فلا مجال للعاطف بينهما (٣).

قوله: (و (هم) فصل يفصل الخبر عن الصفة، ويؤكد النسبة)

قال بعض أرباب الحواشي: الأول: مذهب البصريين، وهو تفصيل لكونه فصلا؛ لأنه فصل بين كونه خبرا أو صفة.

والثاني: مذهب الكوفيين، وعبروا عنه بكونه عمادا؛ لأن الخبر اعتمد على المبتدإ،

وعلى كل واحد من المذهبين إشكال.

أما الأول فقد جاء الفصل حيث استحالت الصفة في نحو (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ) [سورة المائدة ١١٧] و (كانوا هم الظالمين) [سورة الزخرف ٧٦] (تجدوه عند الله هو خيرا) [سورة المزمل ٢٠] والضمير لا يوصف.

وأما الثاني: فلأنه مبني على أنه لا يجوز أن يقال: زيد هو العالم أبوه، وهو ممنوع لا يثبت بمجرد الدعوى. انتهى.

وقال الشيخ علم الدين السخاوي في " شرح الأحاجي ": إن كان الفصل إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>