وأجاب الطيبي: بأن ابن السكيت بين معناه الحقيقي بحسب الوضع، لا الاستعمال، والاعتبار المذكور في التفرقة بحسب الاستعمال.
قال: وأما قوله: وليس في الآية المذكورة ما يدل على الاختلاف فيقال له: أفلا نقابل الآية بقوله (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة)[سورة الإسراء ١٣] وقوله تعالى (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا)[سورة نوح ١٧]
حتى يعلم الاختلاف للاستعمال (٢).
قوله:(فذكر الظلمة التي هي عدم النور)
زاد الإمام: عما من شأنه أن يستنير (٣). وهي على هذا أمر عدمي.
وزاد " في الكشاف: " وقيل: عرض ينافي النور (٤)"
قال الطيبي: فعلى هذا أمر وجودي (٥).
قال: ويدل عليه قوله تعالى: (وجعل الظلمات والنور)[سورة الأنعام ١]
قوله:(وترك في الأصل بمعنى طرح وخَلَّى، وله مفعول واحد، فضمن معنى صير)
قال الطيبي: يوهم أن تقدير الآية مقصور على الثاني، دون الأول.
وقد ذكر ابن الحاجب في " أماليه ": أن على الأول مفعول ترك هم و (في ظلمات) و (لا يبصرون) حالان مترادفان من المفعول (٦).