ويحمل إنكار عبد الله على أنه لم يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما في الصلاة، وسمع يعوذ بهما الحسن والحسين فظن أنهما مما يعوذ به من الأذكار النبوية، وليستا من القرآن، وسمع غيره يقرأ بهما في الصلاة كعقبة بن عامر عند مسلم ١/ ٥٥٨ والطحاوي في شرح مشكل الآثار ١/ ١١٤ ورجل من الصحابة عند الصحابة أيضا ١/ ١١٧ وعمرو بن عبسة عند أبي يعلى في مسنده (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٩/ ٩٢) وتلك شبهة تمنع من تهويل الأمر وتفظيعه على الله. والله أعلم. قال الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ٨/ ٥٣١ وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء: أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعهما من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتواتر عنده، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة كتبوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك، وانظر في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٤٢. (١) في ظ: اقرأ. (٢) هو إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بضم الراء بعدها موحدة خفيفة أبو الحسن البقاعي، كان من أوعية العلم، الجامعيين بين علمي المعقول والمنقول، توفي سنة خمس وثمانين وثمانمائة. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ١/ ١٠١ والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ١/ ١٩. (٣) انظر في: عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران ١/ ١٧٣. (٤) هو محمد بن محمد بن محمد أبو الخير، يعرف بابن الجزري، له تصانيف مفيدة كالنشر في القراءات العشر، تفرد بعلو الرواية، وحفظ الأحاديث والجرح والتعديل، ومعرفة الرواة المتقدمين والمتأخرين، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. الضوء اللامع ٩/ ٢٥٥ والبدر الطالع ٢/ ٧٧٥.